قائد الطوفان قائد الطوفان

"الخضيرة" تنسف مسارَ التطبيع وتربكُ حساباتِ منظومة أمن الاحتلال

وزير خارجية الاحتلال ووزير خارجية الامارات
وزير خارجية الاحتلال ووزير خارجية الامارات

الرسالة نت- أحمد أبو قمر

وجهت عمليةُ الخضيرة التي نفّذها الشهيدان خالد وأيمن اغبارية، صفعةً للمنظومة الأمنية في (إسرائيل)، ومثّلت عدة دلالاتٍ خطيرةٍ أربكت حساباتِ الاحتلال في وقتٍ حساس.

ولعل جميع الجهودِ والتسهيلاتِ المبذولة لمنع تصعيد الأوضاع مع الفلسطينيين مع اقتراب شهر رمضان المبارك، باءت بالفشل، وتأتي هذه العمليةُ لتؤكدَ أن إجراءاتِ الاحتلالِ فاشلةٌ في ظل ما يصبو إليه الفلسطينيون.

ومثّلت عمليةُ الخضيرة مفاجأة مدوية لقيادةِ الاحتلال، وصدمةً أدخلت الكثير منهم في جولاتِ تبادلٍ للاتهامات.

دلالاتُ العملية

بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أيمن الرفاتي أن عمليةَ الخضيرة تدلل على أن كل الجهودِ لمنع تفجر الأوضاع خلال الفترة الحالية وشهر رمضان ذهبت هباءً، "وأن العملياتِ باتت تفاجئ العدو في أماكنَ لم يكن يتوقعها".

وقال الرفاتي في حديث لـ "الرسالة نت" إن عمليةَ الخضيرة جاءت رداً عملياً على عمليات التطبيع بين الكيان والدول العربية وقمة النقب.

ولفت إلى أن المنفذَين من الداخل المحتل، وكذا كانت عملية بئر السبع، وهو ما يعني أن جبهةَ الداخل المحتل بدأت تتحرك وهذا ما يزيد التكلفة الأمنية.

وأضاف الرفاتي: "المكانُ الذي وقعت فيه العمليةُ له دلالة في قاموس الشعب الفلسطيني ويلامس اللهفة للعملياتِ الفدائيةِ التي كانت بداية الانتفاضة".

وختم حديثه بالقول إنَّ مكانَ العملية غيرُ متوقع بالنسبة للمنظومةِ الأمنيةِ في (إسرائيل) والتي كانت تركز كلَّ جهودها على غزة والضفة والقدس، وهذا يعني تشكلَ جبهة جديدة.

ويتفق الباحث في الشأن (الإسرائيلي) حسن حجازي مع سابقه في أن عملية الخضيرة وقعت في مكانٍ غيرِ متوقعٍ من الاحتلال.

وقال حجازي في تصريحاتٍ إذاعية إن الاحتلالَ كان يتخوف بدرجةٍ كبيرةٍ من عمليات في شهر رمضان، تحديداً في القدس، وفي مناطق الضفة المحتلة، "ولكن عملية اليوم جاءت في الداخل المحتل".

وشدّد على أن عمليةَ الخضيرة ضربة للجهود الصهيونية، وأن جبهة الداخل أصبحت تهديداً للمنظومة الأمنية الصهيونية.

وأوضح أن من أهم دلالات العملية، نسفها لمسار التطبيع وأوصلت رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني لن يسلم أرضه.

وفي سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام عبرية، عن ثلاث تحديات تواجه منظومة الأمن (الإسرائيلية)، مع حلول شهر رمضان الذي يُتوقع أن يبدأ أول أيامه الأسبوع المقبل.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "هناك مخاوفَ حقيقية لدى أجهزة أمن الاحتلال من أن تشهد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، تصعيداً ميدانياً من خلال سلسلة عمليات فردية أو غيرها".

وبحسب الصحيفة، فإن "التحدي الأول يتمثل في فترة شهر رمضان الذي يتزامن مع إحياء يوم الأرض نهاية الشهر الجاري، ويوم الأسير الفلسطيني في أبريل المقبل، ويوم النكبة، وذكرى مسيرات العودة، إلى جانب الذكرى الأولى لعملية "سيف القدس" التي وقعت العام الماضي".

واعتبرت الصحيفة أن الأحداث سابقة الذكر قد تكون سبباً كافياً لاندلاع مواجهات وربما تنفيذ عمليات طعن وغيرها.

وزعمت الصحيفةُ أن "حماس تبذل قصارى جهدها لزعزعةِ الأمن والهدوء في الضفة والقدس، بينما تحافظ عليهما في قطاع غزة".

وأضافت الصحيفة: "من المحتمل أن تحاول حماس هذا العام أيضا تحدي (إسرائيل)، بينما تحاول إبعاد غزة عن اللعبة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها لا تزال منشغلة ببناء قوتها بعد معركة سيف القدس".

ويمثل "الوضع الراهن" التحديَ الثاني بالنسبة لمنظومة الاحتلال –كما تقول الصحيفة– والذي يتمثل في الظروف المحيطة باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاستعدادات لشهر رمضان في منطقة ساحة باب العمود وإمكانية وضع حواجز لشرطة الاحتلال، ما قد يثير بعض الحساسيات التي قد تتطور لمواجهات، وتحذيرات حماس من مثل هذه الإجراءات التي تنتهك الوضع الراهن."

ووفق الصحيفة، فإن التحديَ الثالث والذي قالت إنه سبب يدعو للتفاؤل، هو "أزمة انتشار فيروس كورونا التي أدت إلى عدم تمتع الجمهور الفلسطيني بشهر رمضان لعامين كما اعتادوا سابقاً".

البث المباشر