بالأمس، كتب الشيخ عدنان حمارشة عن تعرض ابنته وزوجها وطفلها لهجمات شرسة من المستوطنين الذين ألقوا الحجارة على سيارتهم عند أحد الحواجز، وقد نجت العائلة بأعجوبة.
كما هاجم مستوطنون متطرفون مركبات فلسطينية ومنازل عدة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، ومنها قرية جالود التي هاجموا منازل سكانها وأحرقوا 5 مركبات تعود لأصحاب تلك المنازل. قطعان المستوطنين التي هاجمت القرية خرجت من مستوطنات "احيا" و"ييش كودش".
حدثت تلك الهجمات بعد عملية الخضيرة التي أدت لمقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 5 آخرين.
ليست هذه هي المرة الأولى، التي يجن فيها جنون المستوطنين، فبعد عملية النقب قبل أسبوع تعرض عدد من الصحافيين والمواطنين إلى هجمات على سيارتهم ليلاً، بل إن معظم المواجهات التي تشتعل في الضفة تكون بدايتها هجمات منتظمة من المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين العزل، وكل ذلك بحماية شرطة الاحتلال.
ومنذ بداية العام، تشهد عدة مناطق بالضفة الغربية خاصةً في شمالها ووسطها، سلسلة اعتداءات وهجمات من المستوطنين وقوات الاحتلال نتجت عنها إصابات، بل ووفيات كما حصل للسيدة غدير مسالمة من بلدة سنجل شمال رام الله التي استشهدت بعدما دهسها مستوطن، وهو ما ينذر بخطورة تلك الهجمات الجماعية المنظمة.
وأصيب الشهر الماضي أربعة مواطنين برضوض، والعشرات بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة احتجاجية ضد انتهاكات المستوطنين وإعاقة وصول الطلبة إلى مدارسهم، على مدخل بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس، من بينهم أعضاء في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ونقلا عن مؤسسة بتسيلم المناهضة للاستيطان، فإنه خلال الأيام التي تلت عملية حومش، نفذ المستوطنون اعتداءات على الفلسطينيين، بينما أقام الجيش في المقابل حواجز وأغلق طرقاً يستخدمها الفلسطينيون، وبدعم كامل من حكومة الاحتلال.
وعبّر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، عن تخوفه من أن تكون تلك الاعتداءات مقدمة لإقدام المستوطنين على تنفيذ مجازر حقيقية بحق المواطنين، لذا يجب أن تؤخذ هذه المخاطر بجدية، وعلى المواطنين الحذر في المناطق القريبة من المستوطنات خاصة أن تلك الاعتداءات تتسم بالجماعية والمباغتة.
يقول مؤيد شعبان، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن "الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون لإخافة المواطنين لن تجدي على الإطلاق، فهم يريدون التأثير على إرادة الشعب الفلسطيني لدفعه لتقديم التنازلات والاستسلام وهذا لن يكون، وهذه الاعتداءات لن تؤثر على إرادة شعبنا".
وأكد شعبان انتشار المستوطنين في مختلف شوارع الضفة الغربية لتنفيذ الاعتداءات، لكن شعبنا يتصدى لهم بصلابة ووحدة، "ولن تثنينا عن الدفاع عن حقنا في أرضنا حتى الاستقلال الناجز لدولة فلسطين بعاصمتها القدس".
وفي مقابلة مع المختص في شؤون الاستيطان، عبد الهادي حنتش، لفت إلى خطورة الأمر. إذ يترصد المستوطنون المواطنين لتنفيذ الهجمات، التي زادت بشكل كبير في الأسبوع الأخير، خاصة مما يسمى " شبيبة التلال" وهي جماعة متطرفة كانت قد أخذت الضوء الأخضر من رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو لشن هجمات على المواطنين الفلسطينيين في أي وقت وبأي تكلفة وأي طريقة.
هذه الجماعة المتطرفة – وفقا لحنتش- تؤمن إيماناً كاملاً بالسيادة اليهودية على البشرية، وتجمعهم خلية واحدة ويصل عددهم إلى الآلاف ولا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين.
ورصدت مؤسسةُ "أوتشا"، التابعة للأمم المتحدة، ما يقارب ثلاثة آلاف اعتداء منذ العام الماضي نفذها مستوطنون بحقّ الفلسطينيين وممتلكاتهم، ومزروعاتهم، في الضفة الغربيّة. وتؤكد المنظمة أن المستوطنين الذين يقترفون تلك الهجمات ينطلق جزءٌ كبيرٌ منهم من المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي تعد مركزاً لشبيبة التلال، مثل مستوطنة يتسهار، وهدفهم الذي يسعون لتحقيقه هو طرد العرب.