يضرب الغلاء أسواق الضفة المحتلة، في وقت تزداد فيه الاتهامات للحكومة بالتقصير في اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح الارتفاع المستمر في الأسعار.
ويتذمر المواطنون من الارتفاعات المتتالية، في ظل ما يعانيه الضفيون من اقتطاع الرواتب وتآكل القدرة الشرائية والصعوبات المالية.
غلاء فاحش
وأبدى المواطن عبد القادر أبو بكر تذمره من الارتفاعات الجنونية على الأسعار، وخصوصاً في ظل شهر رمضان المبارك.
وقال أبو بكر الذي يسكن مدينة نابلس: "الارتفاعات طالت جميع السلع الأساسية والخضراوات، والراتب بالكاد يكفي لنصف الشهر".
وطالب بتدخلٍ حكوميٍ عاجلٍ لكبح الارتفاعات والضرب بيد من حديد على التجار الذين يرفعون الأسعار، والعمل على رفع الرواتب في ظل ضعف القدرة الشرائية.
وفي حديث صحفي، قال أسيد أبو رميلة، أحد التجار في أسواق الضفة: "الوضع الاقتصادي سيء، حدثت زيادة كبيرة في الأسعار، وخاصة السلع الغذائية الأساسية".
وأضاف أبو رميلة: "مع دخول شهر رمضان، يرتفع استهلاك الطعام والطبخ أكثر من الأيام العادية. إذا نظرنا إلى الحاجات الأساسية نجد أسعارها كلها ارتفعت، مثل الدجاج والزيوت والسكر والأرز والدقيق".
كما قال المختص في الشأن الاقتصادي، نائل موسى، إن ارتفاعات كبيرة تشهدها الأسعار خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضح موسى في حديث لـ "الرسالة نت" أن جميع إجراءات الحكومة لم تنجح في خفض الأسعار التي لا تزال تواصل ارتفاعها.
وشدد على ضرورة التحرك الحكومي الجدي لتوفير السلع بكميات مناسبة في الأسواق، وألا تتركها حكراً على بعض التجار الذين يتلاعبون بأسعارها.
وأضاف: "ما يؤكد على تلاعب التجار ووجود احتكارات في السوق الفلسطينية، أن السلع ارتفعت منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، وبعض السلع شحيحة في السوق منذ أيام".
وتوقع موسى أن تطال السلع الأساسية ارتفاعاتٌ أكبر خلال شهر رمضان، "وهو ما يزيد معاناة المواطنين".
كما ارتفع سعر الكيلو الواحد من الدجاج في الضفة الغربية إلى 20 شيكلا، بالتزامن مع بدء شهر رمضان.
ودعت جمعيات حماية المستهلك ونشطاء فلسطينيون وزارة الزراعة إلى العمل على ضبط الأسواق وحل مشكلة ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم الذي شهدته مع بداية شهر رمضان المبارك.
وطالبت الجمعيات، في بيان لها، وزير الزراعة ودائرة التسويق الزراعي في الوزارة إلى عدم ترك السوق على حاله بل ضرورة إصدار سعر استرشادي يحدد أعلى سعر لبيع كيلو الدواجن في السوق.
ورأت الجمعيات أن هناك حالة من الصمت تمارسها وزارة الزراعة على مدار الأيام الماضية، بشأن ارتفاع أسعار الدواجن، واعتبرت أن الأسعار غير مسبوقة، ولا تتناسب مع القدرة الشرائية للمستهلك ولا مع الأوضاع الاقتصادية.
وأكدت أن الحال ذاته ينسحب على لحوم الخروف التي تشهد ارتفاعاً تجاوز الحد المعقول في ضوء الأوضاع البيطرية، وفي ضوء عدم التزام بعض المستوردين برخصة الاستيراد التي صدرت لهم.
وحمّلت الجمعيات وزارة الزراعة المسؤولية كاملة عن انفلات الأسعار في السوق، خاصة في ظل عدم صدور أي أسعار استرشادية عن الوزارة، وأكدت أنه "حتى لو ارتفع سعر الأعلاف لن يصل السعر للمستهلك إلى 20 شاقلاً".
وذكرت الجمعيات أنها تلقت شكاوى متكررة بخصوص أسعار الدواجن واللحوم وبعض أصناف الخضار.