منذ بداية شهر رمضان والاحتلال يشن حملة اقتحامات مكثفة على الأقصى، وسط توجه الأنظار لمنتصف شهر رمضان، وهو نقطة التقاء مع ما يسمى عيد الفصح اليهودي، حيث أكد مستوطنون متطرفون أنهم يحشدون جماعاتهم لاقتحام كبير يوم عيد الفصح رغم أنهم يزعمون أن شرطة الاحتلال قد رفضت التجاوب مع طلبه لتأمين ما يسمونه تقديم القربان.
ورغم أن التصريحات الإسرائيلية تقول أنها تتجه إلى تقليص اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان إلى الحد الأدنى، بمعنى تقليص ساعات الاقتحام واقتصارها على فترة قصيرة في ساعات الصباح"، إلا أن تصريحات المتطرفين وزيادة عدد الاقتحامات بشكل ملحوظ تنفي ذلك.
قبل أيام نقل المتطرف في جماعات المعبد أرنون سيجال عن زعيم جماعة "العودة إلى جبل المعبد" رفائيل موريس أنه قد تعهد بالحضور إلى المسجد الأقصى مساء الجمعة الموافق الخامس عشر من هذا الشهر، لتقديم "قربان الفصح"، وذلك بعد أن رفضت شرطة الاحتلال التجاوب مع طلبه، معتبراً أن موريس أثبت أنه "أكثر الرجال حريةً في إسرائيل"، ومشبهاً من لا يتجاوبون مع السعي لتقديم "قربان الفصح" في الأقصى بـ "العبيد".
الكاتب المختص بقضايا القدس عبد الله معروف يرى أن كل هذه التصريحات تؤكد أن حكومة الاحتلال تكذب وبأنها معنية بهذه الاقتحامات، ففي يوم الأحد ثاني أيام الشهر الفضيل اقتحم رئيس مجلس غوش عتصيون الحاخام (شلومو نئمان) المسجد الأقصى برفقة رئيس اتحاد منظمات المعبد الحاخام (شمشون البويم)، وتلا الأخير فقرات من التلمود داخل الأقصى.
وقبل أيام صدرت آخر دعوة عن جماعات المعبد المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال "عيد الفصح" العبري، وذلك من 16 وحتى 21 من هذا الشهر، الموافق 15-20 رمضان، وتأتي دعوتها هذه قبل 11 يوماً من موعد الاقتحامات المرتقبة، لتخرج جماعات المعبد بذلك عن تحفظها الذي اتبعته منذ ما بعد معركة سيف القدس العام الماضي، والذي كانت بموجبه تتجنب النشر العلني عن اقتحاماتها وتلجأ إلى أساليب تعبئة أخرى.
وبالعودة إلى معروف فإنه يقول: إن هذا الإعلان يؤكد أن الاقتحام قائم، وأن حكومة الاحتلال وشرطتها قد تعهدت بتأمينه وحمايته، وقد حُصرت الاقتحامات بالأوقات الصباحية لحشد جهود شرطة الاحتلال وجماعات المعبد المتطرفة خلالها، وهو ما يجعل التصدي لهذه الاقتحامات أولوية أولى للدفاع عن الأقصى حاليا.
وبالتزامن مع هذه الإجراءات والاقتحامات يعمل الاحتلال على منع عشرات الشبان الفلسطينيين من دخول مدينة القدس الشرقية وتسليمهم قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى لفترات تتفاوت ما بين أسبوع وعدة أسابيع.
الباحث المقدسي شعيب أبو سنينة لا يستبعد تكرار سيناريو رمضان الماضي، ويلفت إلى أن كل ما يفعله الاحتلال منذ بداية شهر رمضان من اقتحامات وإعادة تفعيل كاميرات الرصد ووضع مراكز الشرطة المتنقلة واستقدامه لأكثر من 300 عنصر إضافي للحراسة على باب العامود، ينبيء بأن الأوضاع في الأيام القادمة تتجه لتصاعد الأوضاع.