قائد الطوفان قائد الطوفان

مخيم جنين لوحة خالدة في هندسة العمليات

د. خالد النجار

خلال أيام قليلة انطلق منفذو العمليات البطولية من مخيم جنين تجاه أراضينا المحتلة، وأوقعوا القتلى والإصابات في عدة عمليات نوعية أثبتت افلاس وهشاشة منظومة أمن الاحتلال.

أصوات المعارضة في حكومة "بينت" باتت تتجه نحو اتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية في المخيم، لأن ما يتعرض له الاحتلال أفقده التوازن وأعاد إلى أذهانه ماضي زمن الدماء والأشلاء المتطايرة في تل الربيع خلال عمليات الانتقام التي نفذتها المقاومة في عدد من المدن المحتلة بما فيها ذاك المكان الذي نفذ فيه الشهيد رعد حازم هجومه الواسع والاسطوري الفدائي وقتل ثلاثة صهاينة وأصاب عشرة آخرين، ليجدد روح الثورة ويرسم خارطة جديدة لكل المقاومين.

التحديات التي يفكر بها العدو قبل اتخاذه لأي قرار تعد تحديات خطيرة ولها انعكاسات سلبية على بنية الأمن الصهيوني، سيما أن الاحتلال يتعرض لضربات موجعه، بينما تراقب أجهزته الأمنية ما يحدث في غزة، باعتبار أن الحالة الثورية التي تشكلت في كل مكان هي نتاج الاعداد والتجهيز الذي يشارك به الفلسطينيين في الضفة والداخل والقطاع، والآثار الناجمة عن معركة سيف القدس والتي أصابت العدو الصهيوني وضربت مركز صناعة القرار.

لم يكن أمام الحكومة الصهيونية أي خيارات أخرى سوى التصدي للمقاومين، وهو ما قد سيدفع الجيش  لارتكاب حماقة جديدة في الضفة، الأمر الذي سيزيد من حالة التوتر ولن يفلح العدو في اخماد نار الثورة المشتعلة، بل سيزيدها اشتعالاً، وترتفع عمليات الرد ضمن موجات لن تنكسر أمام العدو.

الاحتلال يخشى بالتأكيد أن تتسع دائرة المواجهات، وتصل إلى غزة، وبالتالي قد ينفذ الجيش أنشطة عسكرية تُبقي دائرة الصراع في متناول يده، لأن دخول غزة على خطوط المواجهة يُعد بمثابة افلاس حكومة الاحتلال في تضييق بؤرة الأحداث، وجعل كافة الأراضي المحتلة تحت نيران المقاومة، وهو ما لا يسعى له العدو في هذه المرحلة المكتظة بالتعقيدات وما يطرأ عليها من متغيرات متتالية.

البث المباشر