قائد الجيش في منطقة نابلس يخاطب جنوده، وهو يستعد –لحظات- قبل اقتحامه "قبر يوسف" في نابلس صباح الأربعاء 13)/4/2022)، قائلاً لهم، -بخطاب مليء بالمفردات الدينية التناخية، وعلى رأسها-: "أن الرب وعد المحتلين الصهاينة بأرض فلسطين في هذا المكان".
فلا المكان هو المكان، ولا الرب وعدهم، وما كان ينبغي -ووفق قواعد الجيش نفسه- لقائد منطقة أن يستخدم خطاب ديني في سياق سياسي، والأخطر؛ أنه خالف أمر قائد المنطقة الوسطى، الذي منع تسريب خبر الاقتحام إلى وسائل الإعلام إلا بعد انتهاء العملية.
"عقيد جيش المحتلين" في نابلس خالف -فيما يبدو- أوامر قادته العسكريين بالكشف عن العملية قبيل الاقتحام، وقد تتم مراجعته إدارياَ على ذلك، ولكن قد تكون سبباَ في تقدمه للمجتمع، والسياسة، أو حتى في الجيش في المستقبل.
"عقيد المحتلين" في نابلس كشف عن حقيقة تحاول إسرائيل التخفيف من تداعياتها، وهو زيادة التطرف الديني داخل أوساط المحتلين من جهة، والأخطر تأثر ضباط من القيادة العليا بهذا الخطاب.
"عقيد الاعتداء الإسرائيلي" اجتمع قبل الاقتحام بأعضاء كنيست من اليمين الإسرائيلي، إضافة إلى رئيس مجلس المستوطنين "داغال"، ويبدو أنه تحمس -أكثر من اللزوم-، أو أعرب عمّا في مكامن صدره؛ فأصدر تصريحات -ببث حي ومباشر-، فمن أرد أن يتقدم ويرتقي في دولة الاحتلال (2022) فعليه حفظ آيات من التناخ، ومقاطع من التوراة؛ ليبرر بها قتله لأطفال ونساء فلسطين، ورئيس الوزراء -ذو الستة مقاعد- "نفتالي بينت" خير دليل على ذلك.
فهل يدرك "أبو مازن" هذه الأمور، أم أنه منشغل بما هو أهم! أي :تحصين مقربين في أماكن حساسة في القيادة الفلسطينية، بعيداً عن إرادة الشعب؟؟!، فلعل ذلك يحميهم من غضب الشعب الفلسطيني القادم، ضد كل من تخلى عن دربه (درب المقاومة والشهداء).
تذكرنا تصريحات "عقيد الاحتلال" في نابلس بتصريحات عقيد لواء جفعاتي "عوفر فينتر" أثناء حرب العصف المأكول في غزة (2014) عندما قال: "أنا أوجه أنظاري إلى السماء، وأبتهل لشعب إسرائيل، إله إسرائيل وفقنا في طريقنا حيث نمضي متجهزين للقتال؛ من أجل شعبك إسرائيل، ضد أعدائك الذين يهتفون باسمك".
فعشرات الضباط كـ"فنتر" ممن درسوا في الكليات التمهيدية ما قبل العسكرية، يسعون لنشر الدين داخل الجيش.
وقد حذر خبراء إسرائيليون ممن تهمهم مسألة العلمانية في "إسرائيل"، ويخشون انصياع الجنود للحاخامات بدلاً من الضباط، حذروا من ظاهرة تبرير الاحتلال بالدين، وأن هذا الأمر يجعل قتل المواطنين الأبرياء أسهل، وكما قال "يجيل ليفي" هذه حرب من شأنها أن تشجع التطهير العرقي .
أقول: -ويبدو- أن هذا ما يحصل فعلا دون تحليلات.