كشفت كتائب القسام خلال تصديها للطائرات الصهيونية التي هاجمت قطاع غزة نافذة جديدة أشرقت في فجر ليلة الثامن عشر من رمضان لهذا العام، وقد تصدت وحدات الدفاع الجوي في الكتائب لطائرات العدو المقاتلة في إطار التصعيد الأخير في الضفة والقدس وقطاع غزة، حيث تأتي عمليات المقاومة في خضم معركة التسلح والإعداد والتجهيز على كافة المستويات البشرية واللوجستية والمعلوماتية.
تعد هذه التجربة بالنسبة للمقاومة ذات أهمية بالغة لتطوير الأنظمة الدفاعية الجوية، وهي إحدى الأنظمة التي تدخل في الخدمة خلال التصدي للعمليات العسكرية الصهيونية في قطاع غزة، كما أنها ثمرة من ثمار صراع الأدمغة التي تخوضها كتائب القسام أمام المنظومة الأمنية الصهيونية، حيث ما زال العدو يتلقى ضربات تلو الأخرى أمام التطور التكتيكي والاستراتيجي للمقاومة وأسلحتها التي تشكل للعدو تحديًا استراتيجيًا من حيث ضعف إمكانات الجيش للتصدي لصواريخ المقاومة وعدم قدرته على تثبيط نشاط المقاومة السريع والمتصاعد. المَشاهد التي عرضتها الكتائب لإطلاق دفعة من صواريخ أرض_جو تجاه الطائرات الحربية التي أغارت على عدد من المواقع في قطاع غزة تُعد تحولاً في توسيع قواعد الاشتباك مع العدو، وتَنوُّع الوسائل عبر عدد من المنظومات القتالية التي تمتلكها المقاومة وتعزز بها حماية أبناء شعبنا، والدفاع عن المسجد الأقصى، وفرض معادلات جديدة سيكون لها تأثير قياسي ملحوظ في أي مواجهة مقبلة مع الاحتلال، وبالتالي يسجل قادة العدو هذه المشاهد ويخلدونها بين سجلات الهزائم النفسية والعسكرية والأمنية التي يتعرض لها كيانهم.
استخدمت كتائب القسام هذا النوع من الصواريخ في هذا التوقيت بالتحديد لتحمل رسائل شديدة اللهجة بعيدًا عن تلك الرسائل التي ينقلها الوسطاء للعدو الصهيوني، وأن المقاومة لن ترضخ لتهديد قادة الاحتلال، ولن تصمت أمام ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى، ولديها ما يخلط كافة الأوراق وقادرة على خوض غمار مواجهة طويلة الأمد، وتمتلك من ترسانتها الدفاعية والهجومية ما يجعلها تحقق انتصارًا كبيرًا على غرار ما حققته في معركة سيف القدس.
تكتيك المقاومة في هذه المرحلة يظهر استراتيجية جديدة للتعامل مع أي تطورات ميدانية في قطاع غزة والضفة والقدس، ومن خلالها نستطيع قراءة المشهد ميدانيًا وسياسيًا، حيث أن الجهوزية العالية للمقاومة في إطار مواجهة أي متغيرات تتسم بالكفاءة والفعالية الأكثر على حسم المعركة وإلحاق الخسائر الفادحة بجيش الاحتلال؛ أما على الصعيد السياسي فكل وسائل القوة العسكرية التي تمتلكها المقاومة تدفع نحو صلابة الموقف السياسي للدفاع عن حقوق شعبنا، وتشكيل جبهة سياسية عسكرية تدير المعركة وتحقق الانتصار.
