يشير والد الناشط محمد عمرو إلى قنابل ملقاة في باحة منزله وهو يوجه أسئلة للسلطة الفلسطينية مستنكراً اعتقالها كلا من ابنه وحفيده: "ما هذا؟.. ما الذي أعطتكم إياه (إسرائيل)؟! قنابل غاز لتطلقوها عليّ وعلى أبنائي ونسائي فتخنقوهم!".
ويكمل: "ما الذي يريده هؤلاء العساكر من ابني وحفيدي، أنا لست يهودياً محتلاً.. وجهوا سلاحكم لمحتليكم. تأتون لتداهموا بيتي بعشرين سيارة لتعتقلوا ابني دون كتاب أو أمر من النيابة، ملثمين كما اللصوص، ما كل هذا الخوف؟!!".
ويضيف الحاج وهو يزداد غضباً وغيظاً: "عشرة حملوا ابني ورموه في السيارة، وحينما تدخل ابني للدفاع حملوه معه، لماذا يفعلون بابني هكذا؟! لم يتملق حزباً يوماً ولم يأخذ شيئاً من أحد، كان يعطي كل عمره لهذا الوطن".
يتحدث الرجل العجوز بانفعال وقهر مما حدث لابنه ومما حدث في بيته في يوم التاسع عشر من هذا الشهر حينما اعتقلت قوات كبيرة مشتركة من جهاز المخابرات والأمن الوطني الناشط الحقوقي وعضو التحالف الشعبي للتغيير محمد عمرو، بعد مداهمة منزله، والهدف اعتقال شخص واحد: ابنه همام البالغ من العمر 23 عاماً.
وحينما طلب منهم عمرو مذكرة الاعتقال انهالوا عليه وعلى أبنائه بالضرب، كما كانوا – وفقا لشهادة أحد الأبناء- يحاولون اقتحام المنزل بالقوة لتفتيشه، لكنّ الأهل والأقارب الذين تجمّعوا منعوهم من ذلك.
وأضاف "همام" الذي لم تتمكن القوة من اعتقاله، حاولت القوة الانسحاب وقد اختطفوا والدي وشقيقي الأصغر شداد (15عاماً)، بعد أن ضربوهم ضرباً مبرحاً وسحلوهم على الأرض.
وذكر أيضاً أن والدته فقدت الوعي بعد أن ضربوها ضربة قوية في صدرها، غير مكترثين بصحتها وقد أجرت عملية قلب مفتوح قبل أسبوعين. ونقلت إلى المستشفى وهي بحالة صعبة.
كما أضاف والد عمرو: "عناصر القوة الأمنية أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع قبل رحيلهم وبشكل مباشر تجاه أفراد العائلة ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، كما أطلقوا الرصاص الحي في الهواء، ولا زالوا منذ الأسبوع الماضي يقتحمون منزل العائلة يومياً، برفقة كلاب بوليسية وعناصر أمن نسائية لتفتيش نساء العائلة.
وقالت زوجته: عندما جاءوا رأيت السيناريو الذي حدث مع نزار بنات يتكرر، فشعرت بالرعب حينما طلبوا ابني همام، وحينما أتاهم، طلب والده منهم مذكرة الاعتقال ولم يكن لديهم، وكانت طريقتهم في الاعتقال ومداهمة البيت في غاية الهمجية.
وتابعت الزوجة: استنكر زوجي ما فعلوه قائلاً كيف تأتون في نصف الليل ترعبونا دون أي ورقة رسمية؟! فرد الضابط بصلف: أنا اعتقل من أريد عبر الهاتف دون ورقة ودون أمر وأنا حر، وبدأوا بضرب الغاز والاعتداء على أفراد العائلة".
اللافت أن النيابة العامة في دورا أفادت، حسب متابعة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير، أنها لم تصدر أي مذكرة اعتقال بحق الوالد محمد أو ابنه القاصر، مما يعني أن اعتقال الأب وابنه هو اعتقال تعسفي وغير قانوني.
وبناء عليه، طالبت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير النائب العام بضرورة الإفراج الفوري عن المعتقل محمد عمرو وابنه القاصر، ومحاسبة القوة المشتركة التي نفذت عملية الاعتقال غير القانوني والاعتداء على أفراد العائلة.
كما أدانت مجموعة "محامون من أجل العدالة" استدعاء جهاز المخابرات للناشط الحقوقي في مدينة دورا محمد عمرو صديق الناشط السياسي المغدور نزار بنات، للتحقيق معه على خلفية نشاطه في مجال حقوق الإنسان.
ويرى مهند كراجة من "محامون من أجل العدالة" أن الاستدعاء يأتي كمحاولة للتضييق على العمل الحقوقي في الضفة المحتلة، فضلًا عن أنه يأتي ضمن مئات الاستدعاءات التي توجه للناشطين السياسيين والحقوقيين وطلاب الجامعات، وتنتهي في معظمها باعتقال المُستدعى بطريقة غير قانونية.
ووجهت المجموعة نداءً عاجلًا للنائب العام لضمان سلامة الناشط عمرو، وعدم التعرض له بالاعتقال أو الملاحقة.