تراقب أجهزة أمن الاحتلال (الإسرائيلي) المختلفة عن كثب وبحالة من القلق النشاط البارز للمرابطات الفلسطينيات في المسجد الأقصى المبارك، خصوصا عقب دعوات المستوطنين الأخيرة لذبح "القرابين" في باحات المسجد.
وبرز دور المرابطات بشكل لافت خلال ما يسمى "عيد الفصح العبري"، حيث يلزمن الصلاة في المسجد بالمئات ويشاركن في حلق الذكر والتسبيح وقراءة القرآن، بل ويتقاسمن مهمة التصدي للمستوطنين مع آلاف المرابطين بأساليب متنوعة.
ويشير المختص بالشأن العربي لـ"القناة 20" العبرية، باروخ يديد، إلى ما أسماها "حالة القلق" التي تسود أجهزة أمن الاحتلال من الفعاليات التي تقوم بها المرابطات في باحات الأقصى.
ونوه يديد إلى أن هذه الفعاليات قد زادت وتيرتها في شهر رمضان.
كما نقل عن مصادر ادعاءها أن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل يقف خلف هذه الفعاليات وهي تهدف لمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى.
ولجأت المرابطات في الأسابيع الأخيرة إلى فكرة الإرباك الصوتي في أثناء تنفيذ المستوطنين لعمليات الاقتحام، من خلال قيامهن بالتكبير بشكل فردي أو جماعي بصوت عال في باحات الأقصى.
وإلى جانب التكبير اشتكى المقتحمون أيضا من الحجارة والحواجز التي تساهم المرابطات في نقلها ووضعها بالمنطقة الشرقية، مما اضطر المقتحمين لتغيير مسار اقتحامهم والتسريع من الوقت المخصص لهم من قوات الاحتلال لتنفيذ عمليات الاقتحام.
ولا يقتصر الأمر على مشاركة المرابطين في التصدي لاقتحامات المستوطنين، بل والقيام بتحضير وجبات الإفطار لهم عند المغرب بعد صيام يوم طويل حافل بالجهاد والرباط.
وتقول المرابطة هنادي حلواني، إن المرابطات يقمن بإعداد وجبات الإفطار للمرابطين الذين يوصلون الليل بالنهار "دفاعاً عن شرف أمة بأسرها".
وأضافت حلواني: "على طريق المجاهدين نكملُ ما بدأناه من رباط ومراغمة وجهاد، وإنا للنصر بإذن الله ثابتون".
وأشارت حلواني في وقت سابق إلى أنه "رغم محاولات متكررة لتفريغ الأقصى والعدوان المتكرر عليهن؛ تمكنت المرابطات من الصمود في صحن الصخرة والتكبير في وجه المقتحمين من كل جهاته؛ وفشلت محاولات شرطة الاحتلال المتكررة لحصرهن داخل مبنى قبة الصخرة".
بدورها، أكدت المرابطة المقدسية خديجة خويص أن ما يقمن به المرابطات ليس "إلا خدمة للأقصى وإبقاء لجذوته مستعرة في القلوب".
وعادة ما يتمثل دور المرأة الفلسطينية في الرباط فيه واحياء حلقات العلم وقراءة القرآن واعماره، ومواجهة هجمة الاحتلال والمستوطنين الذين تزداد شراستهم في فرض أطماعهم في الأقصى.
وشكل تواجد المرابطات الدائم أمام باب المغاربة سدًا منيعًا أمام تهويد الأقصى، ونجح في إفشال أو تأخير العديد من مخططات الاحتلال.
وفي وقت سابق، أكدت الناشطة فادية البرغوثي أن المرابطات الفلسطينيات في مدينة القدس المحتلة، بتن شوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي.
وأشادت البرغوثي بصمود المرابطات رغم إجراءات الاحتلال بحقهن قائلة: “المرابطات حصن من حصون القدس المنيعة تمسكن بالمسجد وتعلقن بأستاره”.
وأضافت أنه “رغم المنع والإبعاد ما زلن على الأبواب”.
وقد جاءت فكرة مرابطات الأقصى للرد على تصاعد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، من مسيرة البيارق التي بدأتها الحركة الإسلامية في الداخل المحتل عام 2000م، ثم تطورت لفكرة “رباط الحمايل” التي أطلقها الشيخ رائد صلاح عام 2007م، وتقوم على توزيع أيام الأسبوع على كل منطقة في القدس كي يرابط أهلها في الأقصى.
وتلاحق سلطات الاحتلال المرابطات والمرابطين في المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد عنه، وتتفاوت قرارات الإبعاد من أسبوع إلى 6 أشهر قابلة للتمديد.
وخلال الشهر الماضي أصدرت سلطات الاحتلال أصدرت 18 قرار إبعاد لمواطنين عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
الحرية نيوز