خطاب السنوار.. رسائل ودلالات

غزة- الرسالة نت

أثار خطاب قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار أمام نخبة من القيادات العسكرية والسياسية والمجتمعية، مساء السبت، حالة من التفاعل والاهتمام، لما احتواه من مضامين مهمة وفي غاية الخطورة.

السنوار أكد في كلمته أن المساس بالأقصى والقدس يعني حربا إقليمية، ونحن عند مقدساتنا لن نتردد في اتخاذ أي قرار، مؤكدا أن غزة وفصائلها المقاومة ستشكل الضامن الحقيقي للدفاع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا.

وقال السنوار إنه على شعبنا وأمتنا أن يتجهزوا لمعركة كبيرة إذا لم يكف الاحتلال عن الاعتداء على المسجد الأقصى.

ودعا السنوار فصائل المقاومة بغزة إلى أن تكون على أهبة الاستعداد، فالمعركة لم تنتهِ بانتهاء شهر رمضان، بل ستبدأ حقيقة بانتهائه.

وأضاف: الرشقة الأولى التي سنطلقها في المعركة القادمة ستتكون من 1111 صاروخا، وهذا الرقم يشير الى تاريخ استشهاد القائد ياسر عرفات، وسنسمي هذه الرشقة باسم رشقة القائد أبو عمار.

ولفت السنوار إلى أن الاحتلال يخطط لاقتحام المسجد الأقصى في يوم استقلالهم أو يوم القدس لديهم، لذلك يجب أن نكون على أهبة الاستعداد.

الإعلامي محمد أبو قمر رئيس تحرير وكالة "صفا"، اعتبر أن الرسالة الأبرز كانت لـ(إسرائيل)، بأن كل مبررات المواجهة حاضرة مع استمرار اقتحامات المسجد الأقصى، والتخطيط للاقتحام بعد العيد سيبدأ مواجهة جديدة في حال تم.

وقال إن الخطاب استنهض همم شباب الضفة والداخل المحتل، ودورهم المحوري في الصراع والمواجهة مع الاحتلال.

وأشار إلى استحضار الرموز الوطنية وتسمية الرشقة الأولى باسم أبو عمار، والتي تضم ١١١١ صاروخا نسبة إلى تاريخ استشهاده، مبينا أن ذلك يظهر قيادة حماس للمشروع الوطني.

ونبه إلى أن السنوار أعاد ملف حصار غزة للواجهة، لافتا إلى أن هناك قرارا لفكه من خلال الذهاب لفتح ممر بحري.

وتابع أبو قمر أن السنوار بعث برسالة بأن ملف الأسرى لن ينته إلا بتبيض السجون، وربما هذه الرسالة موجهة لأي طرف يتوسط للصفقة أيضا إلى جانب الاحتلال.

ولفت إلى الحرص على مطالبة الحركة الجنوبية في الداخل المحتل على الانسحاب من حكومة الاحتلال.

وأشار أبو قمر إلى أن حضور قيادات بالزي العسكري للقاء، له دلالات الجهوزية لأي مواجهة قادمة.

بدوره، عقب الكاتب إسلام شهوان على خطاب السنوار بالقول: أتابع خطاب القائد أبو إبراهيم السنوار وحديثه عن الأقصى.. تكاد تبكي العيون فرحا بما تسمع، وكأننا في زمن جديد من زمن المقاومة مع الاحتلال، لغة القوة والتحدي، ترسم ملامح طريق جديد.

وتوقع أن العدو سيبقى طول هذه الليلة يعيد قراءة ما قاله السنوار، مضيفا "أعتقد جازما أن العدو لم يعهد تلك اللغة الثورية لمقاوم ورجل سياسي فلسطيني".

وأشار شهوان إلى أن السنوار يدرك تماما الخطر القادم على المسجد الأقصى سواء التقسيم الزماني أو المكاني، كما فعل الاحتلال في الحرم الابراهيمي.

ووصف خطاب السنوار بأنه خطاب المنتفض، وأي انتفاضة أطهر وأنبل من هذه التي تكون فداء للمسجد الأقصى.

واعتبر أن خطاب السنوار ملهم للكثيرين من شباب الأمة العربية والإسلامية، فهو خطاب ثوري عميق وواثق، يحمل في طياته الموت للاحتلال، فلا خطوط حمراء حينما تنتفض للأقصى.

وأضاف أن خطاب السنوار فيه من العالمية والانطلاق في كل الساحات للشعب الفلسطيني، على اعتبار أن أي مساس بالاقصى هو شرارة الانطلاق نحو مهاجمة مصالح العدو في أي مكان.

من جانبه، قال المحلل والكاتب ناجي الظاظا إن كلمة السنوار تعكس التعبئة العامة والشاملة للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس.

وأوضح أن الكلمة تعكس تنسيقاً كبيراً مع محور القدس، وهذا ما تتطلبه الأهداف الكبرى التي تحدث عنها.

وعدد الظاظا أبرز ما تضمنته الكلمة، ومنها معركة كبيرة وطويلة في حال تكرار اقتحام المسجد الأقصى وتكبيل المرابطين فيها.

ولفت إلى أن أول رشقة صاروخية في الحرب القادمة تشتمل على 1111 صاروخاً بعنوان رشقة أبو عمار، وتشغيل الخط البحري لكسر الحصار عن غزة.

ونبه الظاظا إلى أن المرحلة القادمة هي تفعيل لجبهة المقاومة الإقليمية عبر محور القدس بعد استكمال تفاعل الجبهات الفلسطينية الأربع: القدس والضفة والداخل المحتل وقطاع غزة.

من جانبه، بين الكاتب عبد الله العقاد أن السنوار أكد على أن القدس لا تقبل المهادنة بأي حال، فهي أمانة مصونة منذ العهدة العمرية، مشيرا إلى تحذيره من حرب دينية لا تبقي ولا تذر.

أما كسر الحصار عن قلعة المقاومة غزة لم يعد مطلباً، بل قراراً تم اتخاذه، وجاري التنفيذ، بحسب لفت العقاد.

وأشار العقاد إلى ميلاد جبهة وطنية موحدة لانتزاع الحقوق انتزاعاً مع جاهزية تامة لعمل عسكري، وتبييض السجون قرار جاري العمل لإنجازه.

البث المباشر