قائد الطوفان قائد الطوفان

العمق الاستراتيجي في خطاب السنوار

الرسالة نت


 
*د. خالد النجار*
 
بات الخطاب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يمثل عمقًا استراتيجيًا في ظل المتغيرات التي طرأت بعد معركة سيف القدس، وتحقيق المقاومة لانتصار أعقبه تداعيات زادت من ارتفاع موجة الروح الثائرة بين الفلسطينيين، ومنحت المقاومة شرعية تمثيل القضية الفلسطينية أمام العالم، بل هناك ما هو أبعد من ذلك، حيث أصبحت حركة حماس وفصائل المقاومة هي من تقود المشروع الوطني، وتشكل جبهة وطنية مقاومة للدفاع عن القدس بصورة غابت معالمها عن القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة بعد أن أجهض اتفاق أوسلو مشروع الكفاح المسلح.
 
ظهر "السنوار" اليوم ليكشف النقاب عن مشروع كبير للدفاع عن المسجد الأقصى، وهو محور المقاومة الذي بدأ يتشكل ليجسد طريقًا جديدًا نحو القدس، فيما كشف عن جانب مهم من جوانب استراتيجية المقاومة خلال المرحلة القادمة، منها دور المحور في المواجهة المقبلة، وتجييش الرأي العام العربي والإسلامي للالتفاف حول خيارات المقاومة والانخراط في مشروع تحرير القدس وحماية أبناء شعبنا ومقدساتنا، ومشاركة فلسطينيو الداخل المحتل، باعتبارهم أحد ركائز القوة العظمى التي رسمت خارطة جديدة لمستقبلها على أرض فلسطين.
 
ومن الواضح أن العمل السياسي المشترك بين حركة حماس وقادة المحور دخلت مراحل متقدمة بالفعل، وقد أشار إلى التنسيق مع دول المحور لشق خط بحري لكسر الحصار عن غزة، على الرغم من سيطرة الاحتلال على المياه الإقليمية ومحاصرة شواطيء قطاع غزة، وعدم السماح لوفود التضامن من الدخول للقطاع عبر أي قناة بحرية، على غرار ما حدث في اسطول الحرية عام 2011، والذي توقفت حينه قوافل كسر الحصار، فهل نحن على موعد جديد لإعادة تفعيل القوافل هذه المرة؟ وما تداعيات ذلك حال هاجمها الاحتلال الصهيوني كما حدث مع سفينة مرمرة عام 2011؟.
 
من المؤكد أن قرارات الحركة فيما يتعلق بتبييض السجون بات واضحًا، وهو يمثل أولوية في التفاوض مع الاحتلال هذه الأثناء، لكونه استحقاقًا وطنيًا تسعى المقاومة لتنفيذه والإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين والعرب، علمًا أن حكومة الاحتلال التي يترأسها نفتالي بينت لا تستطيع حسم أي عملية تفاوضية في هذا التوقيت، ولا تمتلك القدرة على اتخاذ قرارات تتعلق بهذا السياق في ظل تغول المعارضة على قرارات الكابينت، ولكن ما صرح به السنوار يؤكد أن هناك تقدمًا يبدو مهمًا في الوصول لصفقة تبادل أسرى جديدة.
 
هناك خطوط حمراء كشف عنها السنوار، منها أن غزة لن تكون وحدها، والقدس هي قلب الصراع، ونقطة البدء الذي ستنطلق من خلاله صافرة بدء الحرب، وأن المساس بالأقصى هو إيذان بانطلاق الرشقة الأولى التي تبلغ 1111 صاروخًا ستدك دولة الاحتلال في ضربة استراتيجية ستحقق للمقاومة الكثير من الأهداف.
 
الخطاب لما يحمله من رسائل قوة، فقد كشف عن تطور الرسالة الاعلامية للمقاومة، ويبقى أمام شعبنا أن يؤمن بأن المعركة مع الاحتلال مفتوحه حتى زواله، وأن الثمن لن يكون أقل من الدماء، لأن معركة التحرير ليست معركة تفاوضية، بل معركة حديد ونار، ورفع شارة الانتصار بإذن العزيز الجبار.

البث المباشر