قائمة الموقع

مقال: خطاب القيادة الفلسطينية القادمة

2022-05-01T17:28:00+03:00
الكاتب سامي الشاعر
بقلم: سامي الشاعر

لو أردنا أن نوصف في كلمة خطاب رئيس حركة حماس في قطاع غزة القائد الثوري يحيى السنوار أبو إبراهيم فهو  خطاب القيادة الفلسطينية القادمة التي ستحمل الشعب الفلسطيني إلى تحقيق أحلامه بتحرير الوطن وعودة اللاجئين، و الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحصار، ولم الشمل ورص الصفوف وإنجاز وحدة وطنية حقيقية أساسها فلسطين التاريخية و القدس كاملة السيادة شرقا وغربا عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، إن سلسلة التراجع التي شهدتها القضية الفلسطينية على جدول اهتمام قادة العالم بسبب انتكاسات سياسة السلطة وفريق أوسلو وعدم طرح قضايا شعبنا على طاولة النقاش وبقوة عدالة القضية وأحقية مشروعيتها عاد الخسارة على رفع مؤشرات التأييد والتضامن معها، بينما كان على الصعيد الآخر برنامج المقاومة يتقدم ويحقق نجاحات واختراقات في  أجندة الدول لصالح فلسطين وحقوق شعبنا، بعيدا عن الحديث عن محتوى الخطاب على أهميته من حيث ايقاعه الثوري الحاد، والاتجاهات التي شملها و الرسائل الواضحة فيه، فإن للخطاب دلالات مهمة تضع سفينة الوطن في مسار جيد وسط عباب البحر المتلاطمة أمواجه في زمن الإعصار:

-  لقد أراد السنوار أن يقول للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده أن برنامج المقاومة الذي أيدتموه ووجهتم له دعمكم و دعواتكم بدأ يؤتي أكله، فكل العالم شاهد يوميات معركة سيف القدس وما أعقبها من نتائج وقد شهدنا هذا العام نتائجها واضحة وهي إفشال مخطط الاحتلال في تمرير التقسيم واقتحامات الجماعات اليمينية المتطرفة الاستيطانية الصهيونية للأقصى ومنع طقوس ذبح القرابين و تغيير مسار مسيرة الأعلام دون أن يكلف المقاومة طلقة واحدة.

- إن الربط المهم بين قوى المحور الداعم للمقاومة في المنطقة له ما بعده فهو يكشف عن استعداد تام لكل قوى مؤيدة للمقاومة أنها على جهوزية مقابل أي مخططات تحاك في المنطقة ضد المقاومة الفلسطينية وداعميها و أنها على وعي ودراية ويقظة بأن سلاحها سيكون كتلة لهب ومساحات نار واسعة على العدو الأساس المهدد لأمن المنطقة وأمنها القومي وهو الكيان الصهيوني، وهو ما تخشاه أطراف التطبيع العربي و الإدارة الأمريكية.

- إن الشعب الفلسطيني اليوم يتطلع لقيادة تعبر عنه وتتطلع لأمنياته و استعادة كامل حقوقه من عودة وتحرير كامل، إن خطاب أو إبراهيم كان فاصلا لكل لحظة تفكير لأي فلسطيني يحدث نفسه بأمنياته أن تكون له قيادة تحفظ حقوقه أن قيادتك الفلسطينية الحقيقية باتت موجودة، ومؤشراتها، وحدة العمل الفصائلي والوطني بين مكونات شعبنا في غزة والشتات وأن القيادة التي فرضت على العدو ربط الساحات بأمن كل جزء مرتبط بأخيه لتستحق أن تكون قيادة الشعب، ومؤشرها الآخر العمل على تشكيل جبهة وطنية تنطلق في فكرتها على مقارعة الاحتلال والحفاظ على مكتسبات شعبنا وليس تبديدها أو توزيعها على الأقارب او نظام عظام الرقبة.

- الخطاب فلسطيني واقليمي وإسلامي وأكد على مسلمات في القضية الفلسطينية، أنه لا مكان للاحتلال بخلاف من يتمسك بشرعية وجود الاحتلال على 78% من أرض فلسطين التاريخية ويؤمن تماما بحق ( إسرائيل) بالجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة، ويمنح غطاء سياسيا وأمنيا للمؤسسة الصهيونية في الشروع بهدم منازل الفلسطينيين في القدس والخليل والأغوار والداخل المحتل، وبالتالي فإن قيادة المقاومة التي هي فعليا بدأت تمثل قيادة فلسطينية حقيقية تعبر عن الشعب وطموحاته أنها لن تسمح ببقاء الاحتلال على أي ذرة من تراب فلسطين، ولن تسمح بمنع عودة آخر لاجئ فلسطيني، ولن تقبل ببقاء الأسرى رهينة الزمن خلف الجدران، ولن تجعل سيف الحصار في غزة يقطع كل شرايين الحياة.

- الخطاب وطني يوجه شباب فلسطين الثائر وفصائل شعبنا في الضفة والقدس ومكونات شعبنا في الداخل المحتل إلى الاستعداد للانطلاق في معركة كبرى عنوانها تحرير الوطن والخلاص من الاحتلال، وتعطي ضوءا أخضرا للشباب الثائر في الضفة أن يتولى زمام مبادرة تحرير الأرض وتقف خلفهم قيادة مقاومة تضع كل إمكاناتها تحت تصرفهم.

 

خلاصة: إن المشهد السياسي الفلسطيني الوطني مقبل على تغييرات جوهرية تشمل شكل وهيكلة القيادة الفلسطينية التي يتطلع إليها كل فلسطيني وتتوق إليها نفس كل مبعد ولاجئ يحلم بالعودة لبيته وقريته ومدينته.

اخبار ذات صلة