أظهرت عيّنة من المستوطنين الإسرائيليين أثناء خدمتهم العسكرية أو بعدها مباشرة، وانخرطوا في وحدات الاستخبارات، سلاح الجو، اللوجيستية، والقتالية، أن جميعهم ومن دون استثناء لا يريدون الاستمرار في الخدمة العسكرية والوصول إلى رتبة ضابط، التي تعتبر "قلة احترام"، بل أن الصفة التي يلصقها الجنود للضباط هي "كلاب"، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذي ماركر" أمس، الأربعاء.
وأشار التقرير إلى طبيعة الجنود النظاميين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، "وهم شبان عصر الهايتك: يركزون على أنفسهم، طموحون، لا ينصاعون، ولا يحترمون مسؤولا عنهم. وهذا جيل يُملي فيه العاملون شروطهم على المشغلين، وإمكانية أن أحدا ما يصدر لهم أوامر فقط لأنه يحمل رتبا على كتفيه تبدو سخيفة بنظرهم".
وأضافت التقرير أنه "بموجب ذلك، فإنهم ينظرون إلى الذين يقررون التوجه إلى رتبة ضابط على أنهم ساديون تقريبا. وأن حافزهم للقيادة هو فقط من أجل جمع قوة والتنكيل بذوي الرتب الأدنى منهم. يضاف إلى ذلك الثمن المقرون بالتوجه إلى رتبة ضابط وهو الخدمة لسنة ونصف سنة أخرى وربما لسنتين، بدل السنة الوحيدة التي كانت متبعة في الماضي، الأمر الذي يقلل من المحفز للاستمرار بالخدمة".
ويواجه الجيش الإسرائيلي منذ سنين "انهيارا في موافقة ضباط على البقاء لسنوات أخرى في الخدمة الدائمة بعد الموافقة الأولى على خدمة لسنوات قليلة بعد الخدمة النظامية، ويصعب إقناع قائد فصيلة بالبقاء ليصبح قائد سرية، حتى سن 26 – 28 عاما. كما يواجه انهيارا آخر يتعلق بعدم موافقة ضباط شبان على البقاء في الخدمة الدائمة بعد سن 28 عاما" من أجل الحصول على رتبة رائد فما فوق.
وشهد جيش الاحتلال الإسرائيلي في السنوات الخمس الأخيرة "انهيارا آخر في نوعية القوى البشرية في الخدمة الدائمة، بسبب عدم القدرة على إبقاء حاملي رتبة رائد لتولي مناصب برتبة مقدم أو أعلى".
وأشار التقرير إلى أن الضباط الشبان يتسرحون في هذه الحالة في سن 31 – 32 عاما. وسمح بذلك اتفاق بين وزير المالية، موشيه كاحلون، ووزير الأمن، موشيه يعالون، في العام 2015، وقضى بإمكان تسريح الضباط في سن 35 عاما، ما أدى إلى بقاء عدد قليل حتى التقاعد في سن 42 عاما.
من جانبهم، يتحدث ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي عن تجند 70 ألف مستوطن للجيش سنويا، إلا أن "هؤلاء الضباط يعترفون بأن مؤشرات على تراجع المحفزات، وعلى أن أفضل الجنود لا يسارعون إلى التوجه لرتبة ضابط، موجودة هناك، وهم قلقون جدا" وفقا للتقرير.
وعدد عضو الكنيست السابق، عوفر شيلح، الذي بادر إلى قانون تقصير مدة الخدمة النظامية، "المؤشرات المقلقة". وقال إن "أكثر من 40% من الضباط الذين يؤهلون في مدرسة الضباط يعتمرون القلنسوة المنسوجة (أي من تيار الصهيونية الدينية اليميني). كما أن التسرب لأسباب نفسية من الجيش وصل إلى 13% في العام 2020، مثل الحريديين الذين لا يخدمون تقريبا. ويتواجد الجيش في أزمة قوى بشرية شاملة: في الاستعداد للخدمة النظامية والتوجه إلى رتبة ضابط، (عدم) استعداد الضباط الصغار للتوقيع على خدمة دائمة، (عدم) استعداد الضباط برتبة رائد للبقاء في الجيش، وكذلك (عدم) الاستعداد لخدمة الاحتياط".
وانتقد شيلح الجيش الإسرائيلي بسبب عدم جهوزيته أبدا لمواجهة تحدي أزمة القوى البشرية الشديدة، وأن الجيش لا ينجح في إقناع "القوى البشرية النوعية" بالبقاء في صفوفه. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يدرك "انهيار النوعية في الخدمة الدائمة الأولى، للضباط الشبان، وفي الخدمة الدائمة عموما، لكنه لا ينجح حتى الآن في وضع سياسة تواجه ذلك. ويعيش الجيش حالة إنكار حيال انهيار محتمل في الجيش النظامي".
ووفقا لشيلح، فإن "الجيش الإسرائيلي يسير بأعين مفتوحة نحو انهيار سيحدث خلال سنوات معدودة. وسنشهد انهيارا في نوعية القوى البشرية في جيش الخدمة الدائمة، والأسوأ من ذلك أننا قد نفقد السيطرة، ونشهد انهيار التجنيد للجيش النظامي".
المصدر: عرب48