قبل عقدين من اليوم أقدم الاحتلال الصهيوني على قتل الطفل الأعزل محمد الدرة وهو يحتمي بوالده، واليوم يتكرر نفس المشهد في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، حيث أن هذا العدو لم يتوانى لو للحظة عن قتل وطمس صوت الحقيقة، بل إنه ينتهج سياسة تكميم الأفواه للتغطية على ممارساته البشعة وجرائمه التي يقترفها بحق شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، قاصداً من ذلك تغييب الرواية الفلسطينية، وحجب الصورة الحقيقية من الوصول للعالم عن فظاعة وهمجية هذا الاحتلال.
فلم تكن الصحفية شيرين أبو عاقلة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تدفع حياتها ثمناً لنقل جرائم الاحتلال، وليس ببعيد منذ عام فقط تم اغتيال الصحفي يوسف أبو حسين وقصف برج الجلاء الذي يحتوي على مكاتب إعلامية لوكالات أجنبية وعربية ومنها اسوشيتد برس والجزيرة.
إن إقدام الاحتلال على قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة يُعد خرقاً خطيراً لمعاهدات جنيف وللائحة مجلس الأمن الدولي حول حماية الصحفيين. وعلى الرغم من كل تلك الأساليب الصهيونية العدوانية التي يستخدمونها بحق الإعلاميين، إلا أن ذلك لن يثنيهم عن مواصلة طريقهم في نقل صورة الغطرسة الصهيونية وانتهاكاتها، وشلالات الدماء التي يريقها هذا العدو بحق شعبنا الفلسطيني.
يُعد قتل الصحفيين وترويعهم وقصف مكاتبهم الإعلامية جريمة حرب يجب ألا يفلت مرتكبوها من العقاب، لاسيما وأن القوانين والاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقية جنيف وميثاق روما، اعتبر أن استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب.
لذا، يجب علينا أن نستثمر حدث اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة حتى نتمكن من فضح وتعرية العدو الصهيوني ونسف روايته التي عششت في الرأي العام الغربي.