قائد الطوفان قائد الطوفان

مفاجآت معركة سيف القدس وما خفي أعظم

ماجد الزبدة

ما كشفه برنامج ما خفي أعظم عبر قناة الجزيرة الفضائية من أسرار عسكرية وأمنية عبر لسان قادة المقاومة الذين شاركوا في معركة سيف القدس ربما يكون أقل كثيرًا مما لا زالت تخفيه المقاومة حول تلك المعركة الحاسمة بين المقاومة والاحتلال.

كثيرة هي الشواهد التي يمكن الاستدلال بها على ضعف كيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ولكن ما لفت انتباهي وبقوة في برنامج ما خفي أعظم هو شهادة المحللين العسكريين والأمنيين الاسرائيليين بأن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس نجحت في معركة كي الوعي، والتأثير العميق في المجتمع الاسرائيلي، وأنها باتت تقرأ ما يدور في أذهان العدو وتعرف طريقة تفكيره وتقرأ مخططاته العسكرية والأمنية وكأنها كتاب مفتوح، وأن العديد من ضربات الاحتلال الجوية، وتكتيكاته الميدانية، ودقة منظومته الدفاعية سيما "القبة الحديدية" باءت جميعها بالفشل الذريع في تلك المواجهة.

واليوم وبعد مرور عام كامل على معركة سيف القدس يبدو جليًا بأن تأثيراتها السياسية والعسكرية لا زالت حاضرة، سيما خوف الاحتلال من حالة الاستنهاض الوطني التي نجحت حماس في بثها خلال المعركة بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، وهي حالة يمثل استمرارها رعبًا للاحتلال خاصة مع تطورها إلى عمليات فدائية ناجحة نفذها قبل أسابيع فدائيون فلسطينيون من النقب وأم الفحم، ما يشير إلى إمكانية انتفاضة جديدة لفلسطينيي الداخل المحتل مع أي جولة مقبلة من المواجهة بين المقاومة والاحتلال.

التصريحات الواضحة التي أعلنها أحد قادة المقاومة خلال برنامج ما خفي أعظم حول تشكيل غرفة عسكرية مشتركة بقيادة محور المقاومة، تضم إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني، هي تصريحات تعبر عن حالة اصطفاف عسكري داخل وخارج فلسطين عنوانه الرئيس هو مواجهة كيان الاحتلال، وهي تصريحات تشير إلى إمكانية اشتعال جبهات عديدة في ذات التوقيت مع اندلاع أية مواجهة عسكرية حاسمة مع الاحتلال، وهي معادلة تشكل رعبًا لكيان الاحتلال الذي لطالما أعلن تخوفه من حدوثها.

إضافة لما سبق فإن ما كشفته الجزيرة من تطور المنظومة الصاروخية للمقاومة وقدرتها على إطلاق رشقات صاروخية مكثفة، وإصابة عشرات المواقع الأمنية والعسكرية الصهيونية بدقة إنما يشير إلى فشل الحصار الاقليمي للمقاومة في غزة، والذي تشارك فيه بفاعلية ومنذ سنوات عدد من الأنظمة العربية، وأن المقاومة الفلسطينية تواصل تطوير قدراتها العسكرية رغم استشهاد القادة والتضحيات الجسام التي تقدمها مع كل مواجهة عسكرية مع الاحتلال.

ختامًا فإن الأحداث الأخيرة في القدس والإصرار الصهيوني على تطبيق مخططات تهويد المسجد الأقصى، وتنفيذ مسيرة الأعلام والتي تتشابه إلى حد كبير مع الأحداث التي وقعت قبيل معركة سيف القدس في مايو الماضي تنبئ بإمكانية حدوث مواجهة جديدة مع الاحتلال، إلا أن الفرق بين المواجهتين هو أن المقاومة الفلسطينية التي تهدف إلى التأكيد على معادلة غزة - القدس باتت اليوم أقوى شكيمة وأشد بأسًا وتمتلك منظومة أكثر تطورًا سيما من الطائرات المسيرة وغيرها من الأسرار الخفية، بينما كيان الاحتلال هو اليوم أكثر تفككًا سياسيًا، وصراعًا مجتمعيًا داخليًا، وبات مسؤولوه يتحدثون علنًا عن لعنة العقد الثامن والتي تشير إلى خوف شديد من المستقبل القريب الذي ينهار فيه كيان الاحتلال أمام صلابة الفلسطينيين ومقاومتهم الثابتة.

البث المباشر