وسام عفيفه
تشهد العلاقات الاجتماعية والأسرية طفرة الكترونية دخل فيها الكمبيوتر وسيطا بين المواطن وبنيه , وأمه وأبيه , وزوجته وأخيه, وبدل التواصل الانساني وليالي السمر ..صار الجميع "ينتت".
اذا دعا شاب زميله للقاء يقول له هيا "نفيس" نسبة لموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"
وإذا أراد أن يشاركه صديقه في مرح ولهو يقول له "روح نجمزر"- نسبة لموقع الألعاب "gamezer"-
يكشف شاب لوالدته انه ينوي الزواج .. فتفرح الأم لان ابنها وجد أخيرا بنت الحلال.
الأم : " من وين العروس يامه " فيجيب الشاب المتيم "عرفتها في الشات".
الأم تسأل : من وين عيلة شات"؟
فيراعي الابن جهل أمه ويوضح: "الشات يا أمي يعني الانترنت".
تصك الأم وجهها , وتقول: "عروس الكترونية".
ويؤكد أخصائيون في علم الاجتماع أن بناء العلاقات الإنسانية عبر شبكة الانترنت تقود إلى احتمالات كذب الأشخاص اكبر من احتمالات صدقهم إذا واجهوا غيرهم وجها لوجه.
ويقولون أن الانترنت يوفر الغموض الذي يمكن استغلاله أيضا لتحقيق مكاسب عاطفية شخصية بعيدا عن القيم والضوابط الاجتماعية.
نتائج أخرى تبرز على وجوه فتية وصغار السن , بموجبها يخرج لدينا جيل ضعيف النظر من كثرة "البحلقة", أو "انطوائيين" لأنهم لا يعرفون التعامل إلا مع شاشة ولوحة مفاتيح.
ولا يزال في الشبكة العنكبوتية الخير الكثير, الانترنت أصبح يعوض النقص التعليمي والثقافي لدى الأهل, فقد أصبح الكمبيوتر ولي أمر الطالب أمام المدرس.
وبعد تغلغله في أغلب تفاصيل المجتمع الحياتية، ودخول الكمبيوتر عالم العلاقات الاجتماعية من أوسع الأبواب، أصبح وسيلة عالمية للتعارف وتكوين الصلات الإنسانية.
أما محرك البحث ومحرك الناس ومحرك الجميع العم "غوغل" Google فقد أصبح كبير العيله, مغذيها بالمعلومات ومنقذها من الزلات.
غير أن العائلة الالكترونية تحولت أيضاً إلى "كتاب مفتوح" يكشف أدق التفاصيل عن حياة الناس الاجتماعية، حتى تلك التي يحاولون اخفاءها أثناء رحلة البحث عن شريك الحياة.
لكن في النهاية حبل الكذب الالكتروني قصير .. فقد تخدع بعض الناس لبعض الوقت لكنك لن تخدع كل الناس طول الوقت.