طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

رغم المعيقات

بالإسمنت المصري.. البناء يزدهر بغزة

الرسالة نت- كمال عليان

يواصل المقاول أبو هاني عبد القادر خمس واربعين  عاماً عمله في بناء أحد البيوت شمال قطاع غزة ليل نهار، عله ينجز الأعمال التي تراكمت عليه نتيجة كثرة الطلب على المقاولين والبنائين بعد حملة البناء الواسعة التي طرأت على القطاع جراء رخص مواد البناء المصرية.

عبد القادر وعشرة من العمال يبدأون عملهم فجر كل يوم ويغادرون منازلهم  ليبدأو مشواراً جديداً في الكد والعمل والنشاط بين الأخشاب والإسمنت والحصمة التي أصبحت جزءاً من حياتهم لا يستطيعون مفارقتها.

وتفرض سلطات الاحتلال الصهيوني حصاراً اقتصاديا وسياسيا خانقا على قطاع غزة دخل عامه الرابع على التوالي، تسبب في حرمان الغزيين من اعادة اعمار القطاع.

اسمنت مصري

"الرسالة" زارت العديد من مواقع البناء شمال القطاع، والتي شهدت في الفترة الأخيرة نهضة عمرانية بعد أن حرمت على مدار أربع سنوات من البناء والترميم بفعل الحصار الصهيوني الخناق.

واستطاع أهالي غزة التغلب على مشكلة الحصار جزئياً من خلال قيامهم بتهريب مواد البناء من اسمنت وحديد وأخشاب عبر الأنفاق التي تربط القطاع بصحراء سيناء المصرية.

الشاب العشريني عرفات مصطفى لم يستطع أن يصبر أكثر مما صبر سابقا على تجهيز شقته، بعد خطوبته لابنة عمه لأكثر من عام مضى.

وبينما كان يجهز الشاي للعمال يقول مصطفى :" في السابق كانت أسعار مواد الاعمار مرتفعة ولكنها انخفضت كثيراً هذه الأيام، وهذا ما شجعني على البناء"، مبينا أن البناء مكلف ويحتاج إلى أموال كثيرة.   

ويرى أن الحصار أثر سلباً على كافة مناحي الحياة الفلسطينية، فقد اضطرت إلى تأجيل عرسي لأكثر من عام بسبب الغلاء الفاحش في أسعار مواد البناء سابقا.

أسعار مناسبة

أما المقاول أبو أسامة الذي اضطر قبل عامين تقريبا إلى فتح دكان صغير ليستطيع من خلاله أن يصرف على أسرته الكبيرة بعد توقف عمله كمقاول، يعبر عن سعادته "بعودة المياه إلى مجاريها". ويقول:" منذ أعوام  لم يطرق احد بابي طالباً منى العمل داخل منزله إلا في حالات نادرة، ولكن الأمور اليوم تغيرت، فأصبحت التقى عدة عروض للعمل، لانخفاض أسعار المواد الخام، ولشغف الكثيرين التخلص من ضيقهم المكاني.

ويأمل أبو أسامة بتجدد دخول مواد البناء الإسرائيلية لقطاع غزة عبر المعابر المغلقة من جديد، مبيناً أن المواد المصرية ليست بنفس الجودة الصهيونية.

خطوة جيدة

الحال لم يختلف كثيراً عند المقاول أبو أمجد حمدي (51عاما) وهو أب لتسعة أبناء، حيث أكد أنه بقي عاطلا عن العمل منذ فرض الحصار، بسبب رفض الجانب الصهيوني ادخال مواد البناء عبر المعابر إلى القطاع.

وقال لـ"الرسالة نت" :" أحوال القطاع اليوم تختلف قليلاً عن السابق، فمع دخول مواد البناء عبر الأنفاق المصرية بدأ الناس بتعمير بيوتهم وبنائها وهذا ما جعلني أعمل عند العديد منهم".

وطالب أبو هاني العالم بأن يتدخل لفتح المعابر وإدخال مواد البناء التي من شأنها أن تفتح المجال بشكل أكثر وأفضل، نظرا لكثرة البيوت المدمرة في الحرب الأخيرة، متمنيا أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن.

أما (عامل القصارة) أبو العبد عبد الرحمن (30 عاما) فقد أبدى ارتياحه بعض الشيء من الوضع الجديد، فالمياه بدأت تجري في مجاريها، حسب تعبيره، واعتبر تلقيه طلبات جديدة للعمل في الآونة الأخيرة بداية لعودة حياته العملية السابقة.

هذا التحسن انعكس ايجابيا على أبو العبد الذي عبر عن سعادته بعد أن عانى من كثرة التفكير والضيق بسبب قلة العمل وقال: بدأت أشعر بقيمتي بين أهلي، فأنا أعمل، موضحا أنه يراعي ظروف الناس ولا يأخذ أجرة كالسابق.

ويعتبر أن خروجه من البيت وعودته لمزاولة مهنته، والتعب الذي يلاقيه أثناء العمل، أهم بكثير من العائد المادي.

وتأتي حالة التحسن في بعض الصناعات إثر التغيرات الأخيرة التي شهدتها حركة العمل في الأنفاق نتيجة لجوء الغالبية العظمى من مالكي الأنفاق إلى تهريب المواد الخام ومدخلات الإنتاج اللازمة للصناعات المختلفة، فهل حالة التحسن هذه ستستمر؟، أم أن الوضع سيتغير في ظل الجدار الفولاذي المصري؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة..

 

 

 

 

البث المباشر