أطلق ناشطون فلسطينيون على صفحات التواصل الاجتماعي حملة إعلامية لمواجهة الحملة (الإسرائيلية) لرفع العلم الاحتلال (الإسرائيلي)، وذلك من خلال وسم #ارفع_علمك في محاولة لإظهار العلم الفلسطيني في غالبية الصور.
أثبتت الأحداث في الفترة السابقة أن المعركة أصبحت معركة علم، وهذا يعني للاحتلال السيادة على القدس، التي تدعو إليها منذ سبعين عاماً.
بدأ الاحتلال بمسيرة الأعلام في مطلع سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها لم تكن تمر من باب العامود، بل من باب الخليل، أحد أبواب القدس القديمة الأقرب إلى القدس من الغرب.
ولاحقا، تمت إطالة مسار المسيرة لتمر من باب الأسباط، أحد أبواب البلدة القديمة، ولكن منعت شرطة الاحتلال في 2016 هذا المسار، بسبب تكرر المواجهات مع الفلسطينيين.
واليوم، نرى إصراراً كبيراً على مرور المسيرة من باب العامود، أكثر الأبواب شعبية ورمزية للمقدسيين، وكأن الهدف لم يكن دينياً كما يعلن الاحتلال، وإنما لإثبات رسالة وهوية لم يستطع الاحتلال إثباتها خلال أربعة وسبعين عاماً.
وعكس ذلك الإصرار السياسي استنكاراً في الأوساط الدينية اليهودية، فتساءلت الكاتبة اليهودية رفيت هيشت في مقال لها: لماذا أصبح الكبار في (إسرائيل) يركزون على الأعلام؟" لقد كانوا قديما وقبل هذا العام يدورون على المحال التجارية وأبواب منازل العرب، يقرعونها وهم يصيحون.
ولفتت الكاتبة إلى أن هذا الأسبوع شهد تنظيم الطلاب الفلسطينيين في الخط الأخضر بجامعة بن غوريون مظاهرة لإحياء ذكرى يوم النكبة، وقد أصيب الإسرائيليون بالذهول عندما رفع هؤلاء الطلاب الأعلام الفلسطينية ولوحوا بها في حركة فسرت بأنها تحد "لإسرائيل"، كما رفعت الأعلام الفلسطينية في حرم عدد من الجامعات الأخرى في ذكرى "يوم الأرض".
ولاحظت الكاتبة وجدود هوس في أوساط الحكومة الإسرائيلية والكنيست والمجتمع المدني فيما يتعلق بتوظيف الأعلام وما ترمز له من تعصب قومي، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا التوجه.
المحلل السياسي محمد الجلاد، المختص بقضايا القدس، يؤكد أن المعركة الآن هي معركة أعلام، وما خلف العلم هو معركة السيادة وهذا ما يجعل "إسرائيل" تستميت في تنفيذ مسيرة الأعلام، فهي عقدة الشعور بالنقص التي لدى الاحتلال الآن، فبعد أربعة وسبعين عاما من ادعاء السيادة في القدس فهي لم تستطع تطبيق ذلك فعليا، على حد تعبير الجلاد.
ويضيف الجلاد: "السيادة على الأرض عربية، والسكان عرب، والأبنية عربية، والكثافة السكانية عربية، وكل شيء في القدس عربي بامتياز، وبدا ذلك واضحاً في جنازتي الشهيدة شيرين أبو عاقلة والشهيد وليد الشريف."
القائمون على هذه المسيرة، حكومة ومستوطنين، يعلمون تمام العلم- كما يقول الجلاد- بأنهم دخلوا مرحلة شيخوخة مبكرة، دولة كاملة تستنفر آلاف الجنود والإعلام والرقابة على حدود غزة، كل هذا لحماية علم، فأي سيادة بقيت لهم؟!