قائد الطوفان قائد الطوفان

باعتقالهم.. حرب نفسية يشنها الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين 

الاحتلال يعتقل أطفال فلسطينيين
الاحتلال يعتقل أطفال فلسطينيين

رشا فرحات- الرسالة نت

بين أحمد مناصرة الذي تحول من طفل إلى رجل خلف الزنازين، ونفوذ حماد، ابنة الأربعة عشر عاما أصغر معتقلة في سجون الاحتلال عشرات القصص، وكل واحدة فيها وجع يتحدث باسم تسعة عشر ألف طفل مقدسي خاضوا تجربة الاعتقال، بل إن أكبر نسبة اعتقال في صفوف الأطفال كانت في القدس.

يعتبر كل من يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً قاصراً ولا يجوز اعتقاله أو محاكمته، ولكي تتهرب سلطات الاحتلال من الملاحقة القانونية، أوجدت قانوناً في سبعينات القرن الماضي حددت فيه سن الطفولة عند 14 عاماً وليس 18، خفضته خلال سنوات الانتفاضة الأولى إلى 12 عاماً لتعطي لنفسها فرصة لاعتقال أكبر قدر ممكن من الأطفال الفلسطينيين والتنكيل بهم.

وحسب تقرير مركز حنظلة للأسرى والمحررين، فإن سلطات الاحتلال تحتجز اليوم أكثر من 200 قاصر فلسطيني في السجون ومراكز التحقيق التي تُديرها مصلحة سجونها وجهاز مخابراتها.

تقول الأرقام إن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني منذ العام 1967، وأن 410 أسرى -رجالا ونساء- من حملة الهوية الزرقاء هم من القدس، ويتوزعون على كل سجون رامون ومجدو وعسقلان وهداريم والنقب وإيشل والدامون وشطّة ونفحة وعوفر.

ويبلغ عدد النساء المقدسيات في السجون 13؛ أصغرهن الطفلة نفوذ حمّاد التي تبلغ من العمر 14 عاما ونصف العام، بالإضافة إلى 40 قاصرا يقبعون في سجني الدامون ومجدو، ويضاف للمعتقلين المحكومين نحو 100 موقوف في مركز تحقيق المسكوبية غربي القدس اعتُقلوا على خلفية الأحداث الأخيرة في المدينة.

يرى أمجد أبو عصب المتحدث باسم الأسرى المقدسيين في مقابلة مع الرسالة، أن الاحتلال -بعد استشهاد الطفل محمد أبو خضير- وضع خطة ممنهجة لاستهداف جيل كامل من الأطفال المقدسيين من خلال الاعتقال أو طريقة الاعتقال وأسلوب التحقيق أو استهداف الأهالي أو نشر المخدرات في صفوف الأطفال من خلال عملاء يبيعون ما يسمى "المخدرات القانونية" التي لا يحاسب عليها الأطفال العرب ويبيعها عملاء على أبواب مدارسهم.

ويضيف أبو عصب: "طريقة الاعتقال قصة أخرى، فإن أطفال القدس يحبسون في البوسطة في ظروف الحر والبرد لفترات أطول في سجني مجدو والدامون، وهي أسوأ "البوسطات". يحرم الطفل من أي راحة، و حتى من قضاء حاجته، لاثني عشر ساعة، هذا غير الجوانب الأخرى الهمجية في الضرب، والاعتقال في منتصف الليل، وضرب الآباء أمام الطفل، أو ضرب الطفل أمام الأب"، مؤكداً أن كل أساليب الاعتقال والتحقيق هدفها تدمير نفسية الأطفال.

الاحتلال يخاف أطفال القدس، لأن الخوف انتزع من قلوبهم، وهناك أمثلة كثيرة في باب العامود وسلوان وما بعد اعتقال أحمد مناصرة أو اغتيال محمد أبو خضير، وفي كل مناسبة يكون للطفل المقدسي مشاركة واضحة تخيف الاحتلال، أو كما يقول أبو عصب: "يخاف الاحتلال من هتافاتهم، من كوفيتهم التي يلبسونها، يعتقلهم لأسباب تافهة، يكفي تواجدهم في باب العامود أو الأقصى لكي يعتقلوا".

شيطن الاحتلال كل ما يفعله المقدسيون؛ لذلك كان الاعتقال سياسة تمارس على الصغير لمجرد لعبه بالقرب من الأقصى، وما يمارس في حقه ما بعد الاعتقال قصة أخرى، فهناك منهجية لتغيير عقولهم واللعب على عواطفهم والخطورة تكمن فيما يطلق عليه "الباحثة الاجتماعية لضبط السلوك" فجزء كبير من الأطفال المحبوسين منزليا يجب أن يجلسوا مع ما يسمى ضابط السلوك، الذي يعمل على زرع أفكار جديدة، كما يشرح لنا أبو عصب.

يحاول الاحتلال – وفق أبو عصب- تشجيع مفهوم الحرية الشخصية والجنسية ووضع مفاهيم جديدة للوطن والنكبة وفلسطين، ونزع وصاية الأهل من أبنائهم، والمحبوسون يحصلون على أحكام أكبر من تلك التي يحكم فيها على أطفال الضفة الغربية لأن الاحتلال يعتقد أنه من خلال هذا السلوك فهو يردع الطفل المقدسي، الذي لا يزال ملهما رغم ما يفعله الاحتلال، يؤم المصلين في الأقصى، ويلف كوفيته كل صباح، ولم يستطع الاحتلال حتى الآن أن يكسره.

 

البث المباشر