بدأت بلدية الاحتلال في القدس بالترويج لمخطط وصفته بـ"التجديدي" شرق القدس المحتلة ويستهدف شوارع السلطان سليمان وصلاح الدين والأنبياء.
وبعد عام من الترويج له سيغدو المشروع قيد التنفيذ، حيث سيتضمن تطوير البنية التحتية، وإنشاء مناطق للجلوس، وذلك بميزانية تعادل 70 مليون شيكل (21 مليون دولار)، بالإضافة إلى أعمال ستغير من طابع: ساحة شركة الكهرباء في شارع صلاح الدين التي تتضمن تنفيذ أعمال تنمية بيئية، كبناء حديقة ومناطق خضراء، بالإضافة لزراعة أشجار وأعمال بنية تحتية. علاوة على ذلك، سيتم تجديد واجهات المباني والأرضيات، وتركيب أثاث خاص بالشارع، وبناء جادة على طول شارع السلطان سليمان وشارع الأنبياء تربط بين جهتي الشارع، وتتضمن إعادة تصميم نظام المرور ووضع أشجار لتظليل المنطقة.
ووفق زعم بلدية الاحتلال، فإن الهدف من التجديد هو استخدام مساحات المدينة الحالية وتحويلها إلى "مساحات مخصصة للمشاة، مظللة وممتعة للمعيشة والأنشطة المدنية".
كما تحتوي صور المشروع الترويجية أجانب ورجالا بزي خليجي، ويبدو واضحا أن ظاهر المشروع تجديده، لكن باطنه تهويد فهو فعليا سيعمل على تغيير معالم أبرز شوارع القدس المحتلة، والترويج للسياحة التطبيعية العربية وجذب استثمارات مع المطبعين، وسرقة مساحات ملكية خاصة أو وقفية من تلك الشوارع بحجة تسيير المشروع، إلى جانب تدجين الطابع الوطني للشوارع الذي برز في الأشهر الماضية.
أبرز المتضررين هم تجار مدينة القدس لقرب متاجرهم من الشوارع المستهدف تهويدها، كما يقول حجازي الرشق رئيس لجنة تجار القدس، مضيفاً: "كل المشاريع التي يقوم بها الاحتلال بحجة التجديد هي لتغيير معالم المدينة العربي الإسلامي، وتنعكس سلبا على التجار (..) فمنذ ثلاثة أشهر وورشة إصلاح الشارع تبعث الأتربة للمحلات".
ويؤكد الرشق أن "كل محاولات الاحتلال لقلعنا من بيوتنا ومتاجرنا المقدسية ستبوء بالفشل، سنبقى متجذرين في المكان (..) التجار واعيين لما يحدث ولن يستجب أحد لمغريات الاحتلال".
سياسة التهويد
وقبل بدء عملية تهويد الشوارع واصلاحها كما تدعي بلدية الاحتلال، شرعت الأخيرة قبلها بتغيير أسماء عدد من الشوارع في بلدة سلوان بأسماء حاخامات يهود، ويأتي ذلك كجزء من سياسة (إسرائيلية) تستهدف اقتلاع الجذور العربية والإسلامية لمدينة القدس لتحل مكانها أسماء عبرية جديدة.
في هذا السياق يقول فخري أبو دياب، المختص في شؤون القدس، إن سياسة التهويد تشمل كل مناحي مدينة القدس بما فيها الشوارع ذات الأهمية والقريبة من المسجد الأقصى، موضحا أن المشروع التهويدي الجديد سيبدأ من شارع الأنبياء ليلتقي مع شارع السلطان سليمان القانوني ويمر من أمام باب العامود والزاهرة لأهميتهما ولإبعاد المقدسيين عنهما كونهما مدخل البلدة القديمة.
ولفت أبو دياب "للرسالة نت" إلى أن شارع صلاح الدين فيه أهم مركز تجاري ويعتبر عصب حياة المقدسيين، لذا يتعمد الاحتلال خنق التجارة في القدس وذلك بإنشاء حدائق كبيرة بهدف إفراغ شوارع المدينة من المركبات، وبالتالي سيتسبب ذلك في إرهاق المقدسيين عند وصولهم للأقصى والبلدة القديمة.
وبحسب المختص في شؤون القدس، فإن الاحتلال يسعى من وراء مشاريعه إلى تغيير ملامح المدينة المقدسة وفرض سيادته على الأقصى، لافتاً إلى أن وضعه لرجل يرتدي الزي الخليجي في صوره الترويجية يهدف من ورائها إلى جلب السياحة الخليجية والتأكيد لهم بأن تلك الأماكن للسياحة والاستجمام.
وحذر أبو دياب من أن تلك المشاريع التطويرية تحمل في خفاياها مسح الملامح الإسلامية والعربية للمدينة، إذ إن الاحتلال بعد إنجاز مشروعه سيقوم بتركيب كاميرات لمراقبة المقدسيين المارين مما سيسهل تعقب المرابطين وأبناء القدس.
وذكر أن تشجير تلك المنطقة سيؤدي إلى إخفاء معالمها حين تكبر الأشجار، وبالتالي ستختفي ملامح المدينة المقدسة.