شكلت عملية "الوهم المتبدد" مرحلة جديدة وفاصلة من أسر الجنود لتحرير الأسرى، في عملية نوعية نفذها 7 من أبطال المقاومة، وجّهت عدة ضربات لجيش الاحتلال (الإسرائيلي).
ورغم مرور 16 عاما على عملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها المقاومة بقيادة كتائب القسام، إلا أن صداها حاضر في تاريخ المقاومة بعدما تمكن المقاومون من أسر الجندي جلعاد شاليط.
وكانت العملية وأسر الجندي (الإسرائيلي) لأكثر من 5 سنوات في ظروف أمنية معقدة، مفتاحا لخروج 1027 أسيرا من سجون الاحتلال.
مرحلة فاصلة
بدوره، قال المختص في الشأن العسكري رفيق أبو هاني، إن المقاومة الفلسطينية تنتهج عبر تاريخها خطف الجنود لتحرير الأسرى، وهو ما كرّسته في عملية "الوهم المتبدد" التي جاءت في يونيو 2006.
وأوضح أبو هاني في حديث لـ "الرسالة نت" أن الاحتفاظ بالجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط لعدة سنوات ضمن معركة أمنية وعسكرية، يؤكد الترتيب الواضح في عمل المقاومة وسريتها.
وأكد أن عملية "الوهم المتبدد" ستبقى علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني، وتثبيت نهج جديد في عمل المقاومة يتمثل في غزو أماكن تواجد جنود الاحتلال وخطفهم.
ولفت إلى أن المقاومة تضع هذا الأسلوب القتالي ضمن عقيدتها الراسخة، "وهو ما عايشناه في بداية معركة سيف القدس، في عملية خروج مقاومي كتائب القسام من نفق لأسر الجنود، إلا أن العملية لم يكتب لها النجاح".
ويتفق المختص في الشأن العسكري إسلام شهوان، مع سابقه في أن عملية "الوهم المتبدد"، شكلت عهدا جديدا في أسر الجنود "له ما بعده".
وقال شهوان في حديث لـ "الرسالة نت": "ما يميز عملية الوهم المتبدد التكامل في التخطيط والإسناد والتنفيذ، وهو ما يدلل على عقلية المقاومة والعزيمة".
وأشاد بإصرار قيادة المقاومة على تنفيذ العملية في موقع عسكري محصن بشكل كامل، "وهو ما شكّل صدمة للأوساط العسكرية في دولة الاحتلال".
وأضاف: "المقاومة طوال تاريخها مع الاحتلال وضعت أسر الجنود ضمن أولوياتها، ولكن بعد "الوهم المتبدد" باتت الأمور أكثر تنظيما".
وأشار شهوان إلى احتفاظ المقاومة حالياً بعدد من الأسرى، وما صاحبها من تشكيل "وحدة الظل" من أجل الإبقاء على الأسرى الصهاينة وزيادة الغلة.
وبيّن المختص في الشأن العسكري أن "العملية غيّرت مسار التحدي وضربت المعادلات الأمنية والعسكرية في الاحتفاظ بالجنود".
وتطرق للحديث عن قضية المفاوضات في ملف الجندي جلعاد شاليط، "وهو ما يؤكد أن المفاوضات من منطلق قوة تأتي بنتيجة وصورة انتصار للمقاومة".
وحدة الظل
ولخمس سنوات، ظل شاليط في قبضة المقاومة، فيما منيت أجهزة أمن العدو ومخابراته بالفشل الذريع، ولم تتمكن من معرفة مكان احتجازه أو الوصول إلى أي طرف خيط يوصل إليه.
ويعود الفضل في الحفاظ على شاليط في الأسر إلى "وحدة الظل" التي أسستها كتائب القسام عام 2006، ولا تزال تحكم قبضتها منذ عدة سنوات على عدد من الجنود الأسرى.
وفي الثالث من يناير 2016 نشرت كتائب القسام -بقرار من القائد العام محمد الضيف- مقطع فيديو كشفت فيه لأول مرة عن أخطر وحداتها السرية "وحدة الظل"، وأشارت إلى أن مهمتها هي تأمين الأسرى "الإسرائيليين" الذين تأسرهم القسام، وإخفاؤهم عن الاحتلال وعملائه.
واستطاعت وحدة الظل أن تحقق نجاحًا استخباراتيًا منقطع النظير على مدار خمس سنوات، إذ أفشلت كل محاولات الاحتلال بأدواته وأجهزته الاستخبارية كافة للوصول إلى أي معلومة أو طرف خيط حول مكان احتجاز شاليط.
ولا تزال وحدة الظل في كتائب القسام "على رأس عملها" ويحافظ عناصرها على الأسرى الذين بين أيديهم، وفق ما أكده نائب قائد هيئة الأركان في كتائب القسام مروان عيسى.