رام الله – الرسالة نت
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة والمبادرة الوطنية الفلسطينية علي ضرورة وقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بكل أشكالها، وتركيز الجهود علي الوضع الداخلي الفلسطيني بإنهاء الانقسام المدمر والمضر بالقضية الوطنية، وتحريم الاعتقال السياسي.
جاء ذلك خلال اجتماع قيادي مركزي عقد في مدينة رام الله بين وفد من الجبهة الشعبية - القيادة العامة برئاسة المحامي حسام عرفات وعضوية كل من إبراهيم عباهرة ووضاح الأسمر وإسماعيل اسعد أعضاء اللجنة المركزية للجبهة، ووفد المبادرة الوطنية الفلسطينية برئاسة النائب الدكتور مصطفي البرغوثي أمين عام المبادرة، ناقشا خلاله مجمل التطورات والمستجدات السياسية التي تمر بها القضية الوطنية وكذلك قضايا الوضع الداخلي الفلسطيني والعلاقات الثنائية بين الفصيلين.
وخلال اللقاء عرض الجانبان مواقفهما إزاء مختلف التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، فأكدا ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية وتعزيزها، كما شددا على ضرورة تضافر كل الجهود لمواجهة السياسات الصهيونية فيما يتعلق بالقدس والاستيطان والتهويد، كما أكدا علي ضرورة التركيز من قبل كافة فصائل العمل الوطني علي الوضع الداخلي والنضال من اجل احترام الحريات العامة وتحريم ووقف الاعتقال السياسي.
وفي نهاية الاجتماع صرح الدكتور البرغوثي بان القضية الوطنية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة وحساسة تقتضي من الجميع اليقظة والحذر وتضافر كل الجهود لمواجهة السياسات الإسرائيلية الهادفة إلي تصفية القضية الفلسطينية من خلال سياسة الاستيطان المتسارعة وتهويد القدس.
وأضاف البرغوثي أن التطورات الأخيرة تثبت أن هذه المرحلة ليست مرحلة حل، ولا زال شعبنا وحركتنا الوطنية في مرحلة النضال والصراع وعلينا مراكمة القوي لتعديل الميزان لصالحنا . كما دعا إلي إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحريم الاعتقال السياسي.
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني طالب الدكتور البرغوثي بفتح أبواب منظمة التحرير أمام كافة الفصائل والحركات لتصبح مظلة حقيقية لجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج.
من جانبه قال المحامي عرفات ان القضية الوطنية الفلسطينية تمر بمرحلة حساسة تتطلب تضافر كل الجهود لمواجهة التحديات التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وقال أن المدخل الصحيح لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا وقدسنا وأرضنا هي إنهاء هذا الانقسام المدمر الذي يضعف موقف شعبنا ويشجع الأعداء بالتطاول عليه.
وأضاف: احترام الاتفاقيات الداخلية بين الفصائل الوطنية والإسلامية وتنفيذ ماجاء فيها وخصوصا اتفاق القاهرة في العام 2005 الخاص بتصويب وإصلاح وإعادة بناء منظمة التحرير، كفيل بتجاوز الكثير من نقاط الخلاف بين الفرقاء، وإنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية.
وأكد عرفات أن سياسة المفاوضات غير المجدية في السنوات الفائتة جلبت علي شعبنا الضرر الكبير وأعادت قضيتنا الوطنية سنوات إلي الوراء.
واوضح أن إعلان قيادة السلطة عن وقف المفاوضات واشتراط العودة إلي المفاوضات بوقف الاستيطان هو إمعان في نفس السياسة المدمرة السابقة التي أثبتت الأحداث عقمها وضررها ومردودها السلبي علي قضيتنا الوطنية .
وتابع القيادي البارز في الجبهة الشعبية القيادة العامة وممثلها في الأراضي المحتلة حديثه بالتأكيد علي أن قيادة السلطة الفلسطينية مدعوة إلي مراجعة شاملة لسياساتها والاعتبار من الموقف الأمريكي الأخير ومن جملة الأحداث التي أثبتت أن الكيان الصهيوني لايعترف بشعبنا وبحقوقه رغم كل التنازلات التي قدمت له.
وقال أن الجبهة الشعبية القيادة العامة تأمل بان تكون المواقف الأخيرة لقيادة السلطة من المفاوضات والاستيطان هي جزء من هذه المراجعة التي ينبغي أن تتوسع لتصبح مراجعة وطنية عامة لمجمل السياسات في ساحتنا الوطنية.
وخلص عرفات إلى أن تصليب الموقف السياسي الفلسطيني لايمكن أن يتم في ظل سياسات داخلية مرفوضة وخصوصا ظاهرة الاعتقال السياسي التي تزيد الشرخ في ساحتنا وتلحق شررا كبيرا بالعلاقات الوطنية. ودعا في هذا السياق إلي الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين كافة وإقفال هذا الملف إلى الأبد.
يشار إلى أن هذا اللقاء يعد الأول من نوعه بين الفصيلين في الاراضي المحتلة وعلي هذا المستوي، وأكد الطرفان أن هذا اللقاء ستتبعه لقاءات أخرى لتعزيز العلاقات الثنائية والعلاقات الوطنية بشكل عام.