الأسير نائل البرغوثي.. 42 عاما غُيّب بها قسرا عن عائلته بانتظار "عالم حر"

الرسالة نت - غزة

لم يمض على الأسير نائل البرغوثي، أقدم أسير سياسي في العالم وأحد محرري صفقة وفاء الأحرار، سنوات قليلة خارج السجن، تنسم فيها الحرية، وعاش بين أهله وذويه ومحبيه، حتى أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجددا، وتنفيذ الحكم السابق عليه.

سنوات السجن الطويلة، غيبت الأسير البرغوثي عن أحداث كثيرة مرت به عائلته، افتقدته خلالها بشدة، وتمنت لو كان حاضرا بينهم يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.

وقد فقد الأسير البرغوثي والديه و أخاه، وحرم من توديعهم أو حتى أن يطبع قبلة الوداع على جبينهم، كما فقد ابن شقيقه أيضا، وهو داخل القضبان.

أمضى الأسير 42 عاما في سجون الاحتلال، فقد اعتقل عام 1978، وهو في 19 من عمره، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و(18) عاماً، قضى منها (34) عامًا بشكل متواصل.

رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، لكنه خرج ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وأعيد اعتقاله في الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2014م.

 تزوج البرغوثي بعد الإفراج عنه من الأسيرة المحررة أمان نافع، لكنه لم يعيش معها سوى ثلاثة أعوام فقط، وبقيت زوجته تنتظر الإفراج عنه مجددا، حيث أعادت محاكم الاحتلال العسكرية حُكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عاماً.

عانى البرغوثي كثيرا داخل السجن، وعبّر خلال أكثر من رسالة كتبها داخل جدرانه عن اشتياقه وعذابه داخله، حتى كتب برسالة نقلتها زوجته إيمان نافع " لو أن هناك عالم حر كما يدعون، لما بقيت في الأسر (41) عاماً".

ويواصل أهالي محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم تعسفيا، جهودهم وفعالياتهم الشعبية، مع مرور عامهم الثامن داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، للمطالبة بإنهاء معاناتهم وتحريرهم من القيد مجددًا.

وأعادت سلطات الاحتلال في 18 يونيو/حزيران 2014، اعتقال العشرات من الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار".

كما  أعادت لهم أحكامهم السابقة ومعظمها  أحكام بالسجن مدى الحياة، وذلك عبر قانون تعسفي أقرته ونفذته ما تُعرف بـ "لجنة الاعتراضات العسكرية" التي أُنشئت من أجل النظر في قضاياهم.

البث المباشر