بات من اللافت تصاعد وتيرة عمليات إطلاق النار على دوريات وجنود جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، التي تقتحم بشكل يومي المدن والقرى الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.
وارتفعت وتيرة الاشتباكات المُسلحة مع جيش الاحتلال بالضفة المحتلة؛ بالتزامن مع استمرار الاقتحامات والانتهاكات وسرقة وتهويد الأراضي والمقدسات، فيما تصاعدت المواجهات ورشق الحجارة ورمي المولوتوف تجاه دوريات الاحتلال، الأمر الذي يشي بتشكل حالة مقاومة متصاعدة وغير مسبوقة في الضفة.
وأطلق مقاومون أول أمس النار صوب نقطة عسكرية لقوات الاحتلال غرب بلدة سلواد شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.
وأعلن جيش الاحتلال عن إصابة قائد "لواء" في الضفة الغربية العقيد روعي تسفيغ ومستوطنين، بعد أن فتح مسلحون فلسطينيون النيران الكثيفة من أسلحة رشاشة باتجاه قوات الجيش التي كانت تؤمن دخول مئات المستوطنين إلى قبر يوسف؛ من أجل أداء صلوات طقوس تلمودية.
وشهدت مناطق متفرقة بالضفة الأسبوع الماضي اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال (الإسرائيلي)، أسفرت عن استشهاد شاب، وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين في 66 نقطة مواجهة.
وخلال أيام الأسبوع استشهد شاب برصاص الاحتلال، وأصيب 5 مستوطنين وجنود، فيما رصدت 66 نقطة مواجهة، و7 عمليات إطلاق نار، و9 عمليات إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة في عدة مناطق.
وأمس الجمعة، أُحصيت 14 نقطة مواجهة في نابلس وقلقيلية والخليل والقدس، ونفذ مقاومون 4 عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة سلواد شمال شرق رام الله.
وألقى الشبان زجاجات حارقة صوب أهداف للاحتلال في مستوطنة "بسجوت"، وبيت أمر، وقريوت، ومنطقة عين البيضا، وبيتا.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الضفة مخزون استراتيجي للمقاومة وما يجري هو بداية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني وعمليات إطلاق النار التي تتكرر ضد الاحتلال؛ تعكس حالة الوعي الشديد لدى أبناء الضفة.
ويوضح الصواف في حديثه لـ "الرسالة نت" أن هذه المواجهات تأتي بعد تيقن الفلسطينيين بالضفة بأنه لا يمكن التعايش مع الاحتلال (الإسرائيلي)، رغم محاولات اتفاق أوسلو ترسيخ فكرة التعايش.
وبين أن المقاومة في الضفة تنمو وتتواصل وستزداد وتتنوع وتختلف وهي تحتاج لمزيد من الوقت كي تكبر، في ظل تواصل عمليات الإرهاب (الإسرائيلي) واعتداء على المواطنين والمقدسات ومصادرة الأراضي.
ويشدد الصواف على أن كافة العوامل تدفع شباب الضفة للثورة، لا سيما وأنها أصبحت أكثر منطقة تؤلم الاحتلال بشكل كبير، والأيام القادمة تشير إلى أن هذا الأمر قد يحدث نوعا من التغيير في المعادلة، كون الضفة هي المكان الحقيقي للمعركة مع الاحتلال الصهيوني.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين، أن حالة الإحباط لدى الشباب الفلسطيني من سياسة التنسيق الأمني والحل السلمي الذي تتبناه السلطة مع الاحتلال هي الدافع وراء تصاعد عمليات المقاومة بالضفة.
ويضيف شاهين في حديثه لـ "الرسالة نت" أن ما يجري يثبت انطلاق المقاوم العسكري وتشكيل الكتائب العسكرية، فما بعد كتيبة جنين ونابلس، جرى الإعلان عن انطلاق كتيبة رام الله وهي سابقة تحدث عنها الاحتلال (الإسرائيلي) واعتبرها مؤشراً على تصاعد انتشار المقاومة المسلحة بالضفة.
وبين أن مقاومي الضفة يعتبرون أن مشروع المقاومة في قطاع غزة يمثل لهم نموذجا يحتذى به ويستحق الاستنساخ في باقي مناطق الضفة، على اعتبار أن البندقية وحدها هي التي أرغمت الاحتلال (الإسرائيلي) على الانسحاب من قطاع غزة.
وتابع شاهين "هناك إيمان حقيقي بأن المقاومة هي السبيل الحقيقي لاستعادة حقوق شعبنا وستزيد خلال الفترة المقبلة في ظل مصادرة الأراضي وإعدام الأسرى في السجون والاعتداء على المقدسات.
ويشير إلى أن هناك حالة من الإقبال على شراء السلاح وتشكيل حالة رعب حقيقية للمستوطنين عبر تصاعد المقاومة وإطلاق النار التي باتت تمثل تهديدا ورادعا للاحتلال ومستوطنيه، وما يجري في نابلس ليس ببعيد.