مع بزوغ شمس أول أيام عيد الأضحى اجتمع عدد من المرابطين المبعدين عن المسجد الأقصى في منطقة باب الأسباط، في أقرب نقطة يسمح الاحتلال لهم أن يصلوها بالقرب من الأقصى، وقلوبهم تشتاق أن تكون بين جموع المكبرين داخل باحات المسجد.
أعياد عديدة عادت والمرابطة هنادي حلواني إحدى المبعدات عن المسجد الأقصى، تصلي العيد في منطقة باب الأسباط، وتأمل أن يعود عليها العيد غير مبعدة عنه وقد تحرر من دنس الاحتلال.
وقالت المرابط حلواني وقد نشرت صورة لها ولطفلها حمزة: "صغيري حمزة صار رجلاً، ولا زال يتمنى أن أرافقه في العيد بساحات الأقصى المبارك".
وأضافت أن خمسة عشر عيدا مروا ولا زالت تتوق لرؤية العيد في الأقصى، وأن تصلي في ساحاته بدلاً من زقاق المدينة.
وأشارت إلى أن فرحة العيد سنّة، ويأبى الاحتلال إلا أن يترك مع كل فرحة غصة، داعية الله أن يعيد العيد عليهم وهم محررين فاتحين.
وعن أيام الاعتكاف في العشر الأوائل من ذي الحجة، قالت وبكل غصة والحسرة تملؤ قلبها: "أراقب المشهد في قهرٍ وأنا أرى الجموع تعدّ العدة للاعتكاف في الأقصى يوم عرفة، دون أن أتمكن أن أكون جزءاً من هذا المشهد".
وأضافت: "سأظلّ رغم القهر في هذا الطريقِ لا أتوانى، حتى يظهرنا الله على هذا العدوّ وينجز لنا وعده!".
واشتهرت الحلواني برباطها حتى بعد الإبعاد؛ ولم تتوانى عن الصلاة على أبواب المسجد الأقصى والرباط أمامه في رسالة واضحة للاحتلال بأن الإبعاد لا يؤثر على رسالة المرابطات وتعلقهن بالأقصى.
واستهدف الاحتلال الحلواني ومنعها من السفر، وقطع عنها التأمين الصحي، كونها ناشطة وترابط في محيط المسجد الأقصى بعد إبعادها عنه.
وبلغ مجموع الفترة التي أبعدت فيها سلطات الاحتلال المرابطة حلواني عن المسجد الأقصى نحو سبع سنوات ونصف.
وتلاحق سلطات الاحتلال المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد عنه، وتتفاوت قرارات الإبعاد من أسبوع إلى 6 أشهر قابلة للتمديد.
وتصاعدت اعتداءات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد مدينة القدس وأهلها خلال العام الجاري، بوتيرة متسارعة، في ظل تنامي مخططات التهويد والاستيطان بحق المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وطالت انتهاكات الاحتلال مناحي مختلفة في حياة المقدسيين، بينها محاربة المرابطين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، ومحاولة إبعادهم عنه، للاستفراد به أثناء تنفيذ المستوطنين لاقتحاماتهم المتكررة، أو أدائهم الطقوس التلمودية.
وخلال العام الجاري، أصدرت سلطات الاحتلال أكثر من 42 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، واستهدفت عمليات الإبعاد الناشطين المقدسيين والمدافعين عن الأقصى.
وأمام تنوع اعتداءات الاحتلال في القدس ما بين القتل والتضييق والإبعاد والاعتقالات، ظل المقدسيون متمسكون بطريق التحدي والصمود، دفاعا عن أرضهم ومقدساتهم.