نتنياهو يلتقي مبارك لتبيض وجهه

الرسالة نت - ياسمين ساق الله                                       

تباينت وجهات نظر المراقبين والمختصين في الشأن السياسي الفلسطيني بشأن الزيارة الخاصة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو اليوم للعاصمة المصرية القاهرة, رغم توتر الأجواء المصرية واحتقانها نتيجة تفجيرات الإسكندرية الأخيرة.

محللون سياسيون أكدوا أن الزيارة تهدف لترطيب العلاقات المصرية الإسرائيلية المتوترة في الفترة الأخيرة بعد اكتشاف شبكة تجسس كبيرة تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي بمصر , مستبعدين في أحاديث منفصلة "للرسالة" أن تكون الزيارة لها علاقة بأي تحضيرات لشن عدوان إسرائيلي على المنقطة في الفترة المقبلة.

وتوجه عوزي أراد، مستشار الأمن القومي لنتنياهو الأسبوع الماضي للقاهرة من أجل التحضير للقاء المزمع عقده اليوم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ المصرية لبحث سبل دفع عملية السلام في المنطقة.

تجميل الصورة

وذكرت مصادر إسرائيلية أن وزراء وأعضاء حزب العمل يشعرون على ضوء فشل العملية السياسية أن الحزب بدأ يفقد مؤيديه وقوته في الساحة الصهيونية،  خاصة أن حركة "شاس" هي المستفيدة من استمرار الائتلاف في ظل الاوضاع الحالية.

المحلل السياسي هاني البسوس يرى أن زيارة نتنياهو للقاهرة تصب في محاولة إنقاذ حكومة الائتلاف اليمنية لاسيما في ظل تهديد حزب العمل بالانسحاب منها، نتيجة تعثر عملية التسوية في المنطقة.

وقال :"  نتنياهو يحاول احياء المفاوضات مع سلطة فتح في رام الله لإنقاذ حكومته المهددة بالانهيار, فهو أعلن سابقاً استعداده للقاء محمود عباس من أجل إحراز دفع في عملية التسوية المجمدة".

وكان المستشار طاهر الخولى، المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المصرية،  أعلن  اكتشاف جاسوس مصري رفيع المستوي يعمل لصالح "إسرائيل" ويمدها بمعلومات عن القاهرة ودول أخرى، ويدعى طارق عبد الرازق.

في حين يرى المحلل السياسي حاتم أبو زايدة، أن الزيارة تأتي في سياق إعادة ترطيب العلاقات الإسرائيلية المصرية المتوترة لاسيما بعد كشف شبكة تجسس مصرية كبيرة تعمل لصالح الموساد الصهيوني.

أما المحلل السياسي حسن عبدو، فاكد أنها تهدف لدفع عملية السلام بالمنطقة وتحميل الطرف الفلسطيني تعطيل إحراز إي تقدم في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المجمدة,  قائلا:" نتياهو يريد تسويق مشاريعه التي يدعي أنها ستدفع السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يريد تبرير الموقف الإسرائيلي المتعنت بشأن قضية الاستيطان وأن الطرف الفلسطيني المعرقل للسلام ".

ويضيف :" هنالك توتر خفي بين إسرائيل ومصر على خلفية الإعلان عن اكتشاف شبكة تجسس كبيرة تعمل لصالح "إسرائيل" في القاهرة، وبالتالي إسرائيل تحاول التخفيف من حدة التوتر في العلاقات مع مصر ", مستبعدا في الوقت ذاته أن تكون الزيارة لها علاقة بأي تشاور لشن حرب بالمنطقة , لاسيما وأن مصر تستنكر التصعيد الإسرائيلي في غزة.

وبحسب يديعوت، هدد الوزير بنيامن بن العيزر من حزب العمل بالانسحاب من حكومة نتنياهو إن استمرت الحكومة بوقف المفاوضات مع سلطة فتح, قائلا:" سأمهل نتنياهو حتى شهر إبريل لاستئناف المفاوضات وإن لم يتم تقدم خلال الثلاث أشهر القادمة، فإنه سيدعو الحزب ( حزب العمل ) للانسحاب من الائتلاف الحكومي".

لا نية للحرب

وعاد البسوس ليؤكد أن نتنياهو سيطلب من مبارك خلال الزيارة الضغط على عباس للعودة لطاولة المفاوضات كونه يدرك حجم التأثير المصري على الجانب الفلسطيني، مما يعني أنه من المتوقع أن نشهد لقاء فلسطينياً إسرائيلياً خلال الأشهر القادمة الزيارة.

ولكنه استبعد أن يكون لها علاقة بأية تحضيرات لشن عدوان إسرائيلي على المنطقة وتحديدا على القطاع, لأن "اسرائيل" غير معنية في الوقت الراهن بإشعال حرب بغزة، بقدر أنها تحاول إنقاذ حكومتها من الانهيار".

واتفق أبو زايدة مع البسوس، في استبعاده ان تكون الزيارة تهدف إلى الترتيب لحرب جديدة على قطاع غزة، قائلاً:" نتنياهو سيطلب من مبارك محاربة الإسلاميين وتضييق الخناق عليهم خلال الفترة القادمة بهدف الحفاظ على الأمن المصري، وليس مناقشة أية حرب بالمنطقة، لأن الجبهة الداخلية الصهيونية غير جاهزة للحرب.

وكانت مصادر مصرية تحدثت عن وجود تسريبات حول نية الاحتلال الإسرائيلي شن حرب موسعة تهدف للقضاء على حركة حماس أطلق عليها "رد الكرامة ".

وكما كشفت ذات المصادر أن القاهرة أجرت مؤخرا اتصالات مكثفة مع "إسرائيل" في أعقاب تلك المعلومات بهدف إقناعها بالعدول عن توجيه ضربة عسكرية ضد حماس على غرار الحرب في أواخر 2008 وأوائل 2009 خشية من انعكاساتها السلبية على عملية السلام التي تسعي الويلات المتحدة الأمريكية لإنقاذها من الانهيار.

 

 

 

البث المباشر