شبهات حول الانتخابات
بقلم النائب الأسير / أنور الزبون
منذ سنة والإعلام يردد حاجتنا الفلسطينية إلى انتخابات وأنها هي المخرج الوحيد لما نحن فيه من أزمة ، والكل يحمل حركة حماس مسؤولية التأخير والمماطلة خوفاً من خسارتها في الانتخابات القادمة ، وهنا كان لابد من التنويه إلى عدة أمور منها :
أولاً : أن الانتخابات هي مطلب حمساوي صرف وذلك لثقة الحركة الكاملة بوعي أبناء الشعب الفلسطيني لما فيه مصلحة القضية والمحافظة على الثوابت الوطنية والقيم العليا لها ، وخير دليل على ذلك ما حدث ويحدث على أرض غزة هاشم منذ أكثر من ثلاث سنوات من قتل وحصار وتشريد وليست معركة الفرقان عنا ببعيد ، وما سجن النواب وأعضاء المجالس البلدية والقروية وكوادر الحركة في الضفة الغربية إلاّ في هذا السياق .
ثانياً : إن الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطة رام الله اللادستورية بقيادة الجنرال دايتون على حركة حماس في جميع أنحاء الضفة الغربية لهي خير برهان على أن حركة فتح حقيقة غير جادة في طرح الانتخابات إلاّ إذا كانت هي متأكدة من تزويرها لتحقيق فوز وهمي ، فالانتخابات الحرة والنزيهة بحاجة إلى تهيئة أجواء وسيادة الروح الديمقراطية بين المواطنين ، وكيف يتحقق ذلك ، والتحقيق والتعذيب ينهمر على رؤوس أبناء حماس وقيادته وكشف الهيكلية التنظيمية ومقدرات الحركة للاحتلال ، والأمر لا يقف عند هذا الحد بل ومحاسبة أبناء الحركة على مشاركتهم في الانتخابات التشريعية السابقة إعلاناً ودعاية ومشاركة بأي شكل من الأشكال ، وحتى المشاركة في انتخابات الجامعة يحاسبون عليها وما يتم الآن من فصل تعسفي للموظفين على خلفية سياسية دون ذنب والتهديدات للمواطنين بشكل عام بعدم الاقتراب من أبناء الحركة ومكاتب نوابها وما اعتقال موظفي مكاتب النواب الأخير إلاّ خير دليل على ذلك .
ثالثاً : والسؤال الملح الآن إلى الرئيس المنتهية صلاحيته بشكل خاص وإلى الأخوة في حركة فتح بشكل عام ، إذا نجحت حماس مرة أخرى في الانتخابات كيف ستتعاملون معها ؟! فإن كان جوابكم سنسلم بذلك ، ونسلمهم السلطة ، فلماذا لا تعملون ذلك الآن ؟! وإن كان جوابكم أنه ستقاومون ذلك وتعيدون كرّة الفوضى الخلاقة مرة أخرى فما هي الفائدة من إجراء هذه الانتخابات ، سؤال آخر يطرح نفسه أيضاً وهو كيف ستجري الانتخابات دون توافق ؟ وما هي الضمانات للمواطنين على عدم المحاسبة المستقبلية على ذلك .
رابعاً : تهيئة الظروف المناسبة لإجراء هذه الانتخابات هي خير وسيلة لعقدها وهذه التهيئة تحتاج إلى فترة زمنية كافية لبناء جسور الثقة وترميم ما سبق هدمه وعلى رأس ذلك إطلاق سراح المعتقلين السياسيين أينما كانوا والتعاون في رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها ووقف الحملات الإعلامية من جميع الأطراف وتوحيد الجهود نحو الخطر الأكبر الملازم لنا ألا وهو الاحتلال وما يحاك للقدس من مكر ودهاء لهدم المسجد الأقصى المبارك ، وبناء هيكلهم المزعوم .
خامساً : أؤكد مرة أخرى على أن نقاط التلاقي بين حماس وفتح على أسس وطنية أكثر بكثير من نقاط التناقض ولا ننسى أننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني والاحتلال لا يفرق بين أي من أبناء هذا الشعب العظيم وحال التقارب الذي يظهره نحو البعض ما هو إلاّ مصلحة آنية ثم ينتفض عليهم من جديد ، فعندها تقولون " أكلنا يوم أكل الثور الأبيض " وما زالت الفرصة موجودة ويجب استغلالها .
25/10/2009