قائد الطوفان قائد الطوفان

الشهيد الخطيب.. السائق الذي يساعد جيرانه

الشهيد وافق الخطيب
الشهيد وافق الخطيب

الرسالة نت- أحمد أبو قمر

لطالما كان الشهيد وافق الخطيب، معروفا بين أهالي حارته بـ "سائق الحارة"، لمساعدته أهالي منطقته في تنقلاتهم والوقوف بجانبهم في مناسباتهم السعيدة والحزينة.

واستشهد الخطيب "أبو صبري" صاحب الخمسين عاما، منذ أن كان شابا يافعا، في مجزرة جباليا مساء السبت الماضي، التي راح ضحيتها 9 شهداء وقرابة 20 إصابة.

ويعرف أغلبية سكان مخيم جباليا الشهيد أبو صبري، الذي غالبا يقف في مكان عمله على موقف المخيم، ينقل المواطنين في سيارته المهترئة.

ولعل مرارة الفقد تزداد بالغربة، فمعاناة ابنه البكر صبري، تتضاعف وهو يسمع في الغربة خبر استشهاد والده، حيث يدرس نجل الشهيد في دولة الجزائر.

ونعى صبري والده على "فيس بوك" قائلا: "كنت نِعم الأب والأخ والصاحب، الله معك يا أطيب القلوب، لا نعلم كيف ستسير الحياة من بعدك".

وشكّل استشهاد أبو صبري خبرا صادما لدى جيرانه ومن يعرفه، "فكيف لهذا الشاب النحيل صاحب الابتسامة الدائمة، أن يرحل بغمضة عين".

وعلى الجانب الآخر، تجلس والدة الشهيد أبو صبري، في مستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، على باب قسم العناية المركزة تقرأ القرآن، داعيةً الله بأن يشفي ولدها الآخر محمد ونجله اللذين أصيبا في نفس المجزرة.

فلم تكتوِ والدة الشهيد أبو صبري بمرارة فقدان نجلها البكر، لتذوق معاناة ترقب مصير ابنها وحفيدها، وحالتهما الصحية.

ويعاني محمد من نزيف داخلي في منطقة البطن في وضع صحي صعب للغاية، في حين يهوّن بعض الشيء تحسّن حالة نجله الصغير الذي أُصيب إصابة متوسطة.

وتصف المرأة السبعينية مرارة الفقد بقولها: "فقدت عيني اليمني باستشهاد نجلي الأكبر، وها هي عيني اليسرى تصارع الموت على سرير العناية المركزة".

وفي بيت عزاء الشهيد، في مخيم جباليا، يقف سالم، الشقيق الأصغر للشهيد أبو صبري، الذي يعد بمثابة والده، لا تسعفه الكلمات ليتحدث عن مصابه بفقد أخيه.

وعلّق سالم على استشهاد شقيقه: "أبو صبري كان بالنسبة لي بمثابة والدي، فهو أخي الأكبر الذي علمني كل شيء".

ويقف سائقو الموقف في مخيم جباليا، في صدمة من رحيل أبو صبري، لتعلق صورته على سيارات زملائه السائقين الذي لم يكفّوا عن الدعاء له بالرحمة.

البث المباشر