قائد الطوفان قائد الطوفان

الصندوق الأسود.. كنز حماس الثمين للإفراج عن الأسرى

الرسالة نت- محمد عطا الله

تتمسك كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، بصندوق أسود ثمين يضم 4 ضباط وجنود (إسرائيلييين) أسرتهم الكتائب خلال وبعد معركة العصف المأكول عام 2014، في محاولة لإرغام الاحتلال على الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون.

وترفض القسام الإفصاح عن مصير أي من الجنود، دون دفع الاحتلال الثمن، فيما تحاول تحريك الملف والدفع لإنجاز صفقة تبادل على غرار صفقة شاليط، من خلال تسريب أو كشف بعض المعلومات غير المباشرة حول هذا الملف.

وكشفت القسام مؤخرا، عن تعرض أحد الأماكن خلال معركة سيف القدس العام الماضي لقصفٍ صهيونيٍ أدى إلى استشهاد أحد مجاهدي وحدة الظل وإصابة ثلاثةٍ آخرين أثناء قيامهم بمهمة حراسة أحد الجنود الأسرى.

فيما كانت الكتائب أعلنت في وقت سابق عام 2020م، عن تعرّض عدد من أسرى العدو للإصابة بشكلٍ مباشرٍ إثر قصف من طائرات العدو خلال عدوان مايو 2019 على قطاع غزة.

ونجحت حماس في إنجاز صفقة تبادل للأسرى عام 2011 وأرغمت الاحتلال على الإفراج عن 1020 أسيرا فلسطينيا جلهم من أصحاب الأحكام العالية "المؤبدات"، مقابل إطلاق سراح الجندي المأسور لديها جلعاد شاليط، بعد خمس سنوات من عملية الوهم المتبدد.

واستطاعت الحركة من خلال سياستها وخبرتها في هذا الملف، أن تبقي قضية الأسرى والجنود المأسورين حاضرة، ومؤخرا تشكل ضغط كبير من المجتمع (الإسرائيلي) الذي بدأ بالتحرك بمسيرات وفعاليات للمطالبة بضرورة إعادة الجنود المأسورين لدى المقاومة بغزة.

وقال مسؤولون (إسرائيليون) في إفادة للصحفيين أمس الإثنين، إن هناك فرصة سياسية مع غزة في اليوم التالي للعدوان، ولا نريد أن نضيعها.

وأضاف المسؤولون الذين وصفوا برفيعي المستوى: "نحن منخرطون في قضية الجنود الأسرى والمفقودين وتصريحات حماس حول هذا الموضوع مؤخرًا شيء نريد الاستفادة منه".

وبحسب المسؤولين، فإن قضية الجنود الأسرى تتصدر قائمة أولويات رئيس الوزراء لابيد، وهو يعمل على استنفاد كل فرصة للوصول إلى تسوية لهذا الأمر كحدث إنساني.

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات، أن حماس نجحت في إبقاء قيادة الاحتلال تحت الضغط وأبقت ملف الجنود (الإسرائيليين) "المفقودين" حاضرة وتحاول الآن إقناع نفسها بأنه يمكن إعادتهم.

ويضيف بشارات في حديثه لـ "الرسالة" أن لبيد، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، طلب من طواقمه المبادرة وعدم طرح الاقتراحات فقط، وهو ما يعني إمكانية تجدد المفاوضات حول صفقة تبادل من جديد.

ويشير إلى أن ما سبق يعني أن لابيد يعطي الضوء الأخضر لطواقمه بالتحرك وليس انتظار مقترحات حماس كما جرت العادة، وهو ما من شأنه أن يخلق فرصة جديدة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

ويرى المختص بالشأن الأمني رفيق أبو هاني أن هذا الملف موجود على الطاولة منذ سنوات، ونجحت حماس أن تبقيه حاضرت لدى كل حكومة (إسرائيلية) وهو ما يشكل أزمة وصداعا لها.

ويضيف أبو هاني في حديثه لـ "الرسالة" أن العدو استفاد من تجربة شاليط كون الصفقة خسّرتهم على المستوى السياسي والأمني الجماعي ويعتقدون أنهم أفرجوا عن أناس يقودون المعركة ضدهم الآن، لذلك يترددون في عقد الصفقة.

ويبين أن حماس كل فترة تمارس معهم إدارة الحرب النفسية والضغط على الرأي العام تحت بند "حكومتكم تكذب عليكم" وتستثير عائلات وجمعيات أهلية لدى الكيان الصهيوني، وهو ما شكل عملية ضغط على المستوى الشعبي ضد الحكومة (الإسرائيلية) وربما يكون هناك بعض بوادر لحل الملف.

في نهاية المطاف يمكن القول إن حماس تمسك بأوراق ثمينة ترفض الإفصاح عن تفاصيلها بشكل مجاني، وتعمل بكل جد على تبييض السجون باللإفراج عن الأسرى الفلسطينيين

البث المباشر