تزداد المخاوف (الإسرائيلية) من قضية أسر جنود في قطاع غزة، في ظل وضع حركة حماس قضية الأسرى على رأس أولويات عملها.
ورغم الاتفاق بين الاحتلال والحركة على هدنة، إلا أن هاجس أسر الجنود يشكّل قلقا كبيرا في الأوساط (الإسرائيلية).
ولا يزال الحديث عن قضية إمكانية تنفيذ حماس عمليات أسر في حال سنحت الفرصة، يشغل الإعلام العبري، الذي يرسل التحذيرات لقيادته بهذا الجانب.
** تخوفات جادة
المختص في الشأن الأمني رفيق أبو هاني، أكد أن تحذيرات الإعلام العبري بخصوص عمل حركة حماس المستمر على أسر الجنود ليس بالجديد، "والجميع يدرك ذلك، والحركة أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تعمل باستمرار على ذلك".
وقال أبو هاني في حديث لـ "الرسالة نت": "لا شك أن الأسرى على رأس أولويات عمل حركة حماس وهذا ليس نهجا حديثا بل سعت الحركة منذ نشأتها لأسر الجنود واستبدالهم في صفقات مع الاحتلال".
وأوضح أن النجاح الكبير الذي حققته صفقة "وفاء الأحرار"، وآلية الاحتفاظ بالأسير وتأسيس كتائب القسام لوحدة الظل يدلل أن مشروع تحرير الأسرى على رأس أولويات العمل في حركة حماس.
وأضاف: "حركة حماس تعيش حالة تكتيك وتراكم القوة وتعمل في أغلب مواجهاتها مع الاحتلال على التفكير في كيفية أسر الجنود".
وأشار إلى أن استخلاص الدروس يؤكد أن التكتيك العسكري، لأي مواجهة مع الاحتلال تضع عمليات أسر الجنود ضمن أهداف كتائب القسام وفصائل المقاومة.
وبيّن أن وجود أسرى في سجون الاحتلال يوجب تركيز العمل على زيادة الغلة من الجنود".
وفي سياق منفصل، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد أن حديث الإعلام العبري عن عمليات أسر جنود لم يأتِ من فراغ، "فهناك تخوفات بشكل مستمر من عمليات الأسر
وقادة الاحتلال يدركون جيدا أن بعض التفاهمات والتسهيلات الاقتصادية التي تحدث هنا وهناك لن تمنع هذا المشروع عند حماس".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" أن حديث الاعلام العبري ينسف بعض الروايات التي تقول إن سياسة العصا والجزرة قد تجدي نفعا مع حماس".
وأوضح أن عملية "سيف القدس" تؤكد أن لا شيء يمكن أن يمنع حماس من العمل على القضايا الرئيسية كالقدس والأسرى.
وأضاف مقداد: "حديث الإعلام العبري نابع من مخاوف جادة، وهو ما يزيد من حذر الاحتلال".
وأكدت وسائل إعلام عبرية، أن حركة حماس، تسعى طيلة الوقت لتنفيذ عمليات أسر جديدة، ولم تتغير على الرغم من عدم اشتراكها في المواجهة الأخيرة.
وقالت قناة "كان" العبرية، إن حماس لا تزال مستعدة لتنفيذ عمليات أسر للإفراج عن أسراها، "ولا يهمها حينها تدمير جميع أبراج غزة، وحتى عدم دخول عامل واحد إلى (إسرائيل)".
وفي السياق ذاته، ذكر الناطق السابق بلسان جيش الاحتلال، رونين منليس، أن "الجيش عاد لسياسته السابقة بتحميل حركة حماس مسؤولية أي اختراق أمني في القطاع وخاصة إطلاق الصواريخ".