عندما تجمع 1000عائلة شهيد في صعيدٍ واحد، في صورة فرح كبير، عرسانه الأكرم منا جميعاً الشهداء، وترى فيه أبناء الشهداء يحملون صور آبائهم بعز وفخر وشموخ، فأنت لا تصنع ثقافة مقاومة فحسب، بل تصنع مقاومة فهؤلاء الأبناء هم الورثة الحقيقيون لنهج آبائهم الشهداء.
عندما تجمع كل الفصائل على فكرة واحدة هي فكرة المقاومة والشهادة وتنكر ذاتك وتقيم الناس في صفٍ واحد عن يمينك وشمالك فأنت صاحب رسالة جامعة قد فهمت معني أن تكون قائداً لمشروع عماده التضحية وسواره الوحدة والإعتصام.
عندما يجتمع الآلاف في مكان واحد على إختلاف ألوانهم وتوجهاتهم، ثم تقدم لهم مادة تعبوية تشعرهم جميعاً، أن الرسالة لهم جميعاً دون تمييز أو تحيز، فأنت مبدع في صناعة محتوى يجعل هؤلاء الحضور رسُلٌ يحملون رسالتك لكل بيت وزقاق ومخيم.
الرسائل كثيرة ومتنوعة ولا يمكن حصرها في مقال أو مقام واحد، ولكن واجب الشكر لله أولاً على هذا التوفيق فكرة وتنظيماً وحضوراً، والشكر لكل القائمين على هذا الحفل وعلى رأسهم قيادة الحركة في غرب غزة بكافة أجهزتها وأذرعها، والمأمول هو أن يتبع هذا الحفل بأنشطة إبداعية أخرى تستهدف عوائل الشهداء، لأن الوفاء للشهداء هو الميزان الحقيقي لصدق التوجه وصوابية المسار، وهو القوة الدافعة لهذا المشروع المبارك الذي كان الدم وقوده والشهداء عنوانه، بورك الجهد وعلى الله الأجر وسلاماً من الله على من عمل فعُرف أو لم يعرف.