قائد الطوفان قائد الطوفان

حتى تحريره من دنس الاحتلال

داعية أردني: “حريق الأقصى” ما زال مشتعلًا بقلوب المخلصين

أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري
أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري

الرسالة نت

أكد أستاذ الشريعة الإسلامية في الأردن الدكتور أحمد الشحروري أنّ ذكرى إحراق المسجد الأقصى التي تحل في الواحد والعشرين من آب، تذكر كلّ المخلصين والصادقين من أبناء أمّتنا أنّ هذا الحريق ما زال مستعرًا ومشتعلاً في القلوب حتى تقوم الأمّة بواجبها في تحرير المسجد الأقصى المبارك من أيدي الصهاينة.

وقال الشحروري: في الحادي وعشرين من شهر آب في أواخر الستينيّات من القرن الماضي أقدم من زعموا أنّه مجنون، يهودي أسترالي، على إشعال النار في المسجد الأقصى، وهو في الحقيقة، أولاً: كان يمسك عود الثقاب الذي يشعل به النار بيد كل متغطرس في العالم، لا أقول في العالم الغربي وحده، بل في العالم العربي المتآمر الذي لم يلق بالاً لاحتلال الأقصى أصلا؛ بل والذي أسهم باحتلال الأقصى بالتعاون مع المتآمرين عليه من تحت الطاولة.

وتابع حديثه بالقول: الحقيقة، زعموا أنّ النّار قد أطفئت في المسجد الأقصى، واستبدلوا المنبر المحروق، ووضعوا سجادًا جديدًا، لكن الحريق في حقيقته ما زال مستعرًا في قلوبنا نحن المسلمين، الذين ما زلنا منذ أكثر من خمسين عامًا، نرى هذه الغطرسة مستمرة، ونرى أنّ أصدقاء ما يُسمّى بدولة “إسرائيل” يزدادون بدلا أن ينقصوا.

ولفت إلى أننا “ما زلنا نعيش على آمال الوعد بالتحرير ونحلم بهذا الأمر والحقيقة أننا لم نعد له عدة، لا حكوماتٍ ولا شعوبًا، كما ينبغي أن يكون التحرير”.

وعبر الشحروري عن حزنه الشديد لحلول هذه الذكرى وما زال المسجد الأقصى يعاني ما يعانيه، قائلا: في هذه المناسبة وأنا أشعر بالنّار تستعر في قلبي وقلب كل مسلمٍ غيورٍ على المسجد الأقصى، أستذكر تاريخ عزة عمر بن الخطاب الذي ما كان يقيم للدنيا وزنًا في نفسه، فذهب بثوبه المرقع لاستلام مفاتيح بيت المقدس من صفرونيوس، وما زالت أتذكر صلاح الدين الذي وحّد المسلمين أولاً، وأنهى مهزلة الممالك الصورية، ثمّ انقضّ على الصليبيين فحرر المسجد الأقصى.

وأشار إلى أنّ ذكرى حريق المسجد الأقصى اليوم وهي تمثل بين أيدينا ما زالت تذكرنا أنّ الذين كانوا يتآمرون علينا تحت الطاولة أصبحوا اليوم فوقها، وأنّ كثيرًا من زعامات الأعراب التي سهلت مهمة الصهاينة في القدس وفي نابلس وفي جنين ويافا وحيفا، أصبحوا اليوم يستعلنون في إجرامهم ويعلنون ولاءهم ورغبتهم في التعامل التجاري والسياسي والدبلوماسي مع دولة الاحتلال الصهيوني.

وقال الشحروري: أصبحنا نستمع إلى أصواتٍ منكرة من هنا وهناك تقول (ما لنا ولفلسطين، فليحل الفلسطينيون إشكالهم مع اليهود، أما نحن فبحاجة لاقتصاد دولة إسرائيل، وإلى مدنية دولة إسرائيل، وإلى عسكرة دولة إسرائيل، وأما الفلسطينيون فلم ينفعونا بشيء في يومٍ من الأيام).

واستدرك بالقول: إذن، ما زال مشروع الحريق مستمرًا، ورغم مرور نصف قرنٍ على المأساة، ما زالت الأمّة لم ترتق لمستوى حقيقي بأن تكون منصورة وصاحبة عزة وأن تكون حتى في مقام الإطفائية التي تخمد هذا الحريق من قلوبنا قبل أن تخمده على الارض.

وختم تصريحاته بالقول: رسالة الحادي والعشرين من آب، هي رسالة كل مخلصٍ محترق القلب لأمّته، أن إذا نكصتم عن نصرة الأقصى وتحرير الأقصى فلن يبقى إلا أن تُستبدلوا وأن يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه ويكونون أنصارًا لبيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حتى يفتح الله على أيديهم فينالوا هذا الشرف وأمّا أنتم أيها الناكصون فلن تنالوا إلا لعنة الله والتاريخ والأجيال، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

يذكر أنّ المؤامرة على المسجد الأقصى ما زالت مستمرة عبر الاقتحامات المتواصلة للمستوطنين وأصبحت أجندة لحكومات الاحتلال لتنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني، فيما يذكر التاريخ كيف شب في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى حريق ضخم في 21 أغسطس 1969، والتهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية.

وفجرت هذه الجريمة المدبرة من قبل مايكل دينس روهن (1941 – 1995) ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، وفي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.

المصدر: البوصلة

البث المباشر