في الوقت الذي تعيش فيه غزة ذكرى 17 عاماً على اندحار الاحتلال (الإسرائيلي) من مستوطنات قطاع غزة، والذي مثّل يوم نصرٍ للمقاومة التي أجبرت المستوطنين على الهروب من منازلهم، تتطلع الضفة المحتلة لتكرار التجربة.
ولعل ما يحدث في مدن الضفة ومخيماتها من عمليات تتنامى بشكل غير مسبوق، ليس ببعيد عما كان في قطاع غزة قبيل اندحار الاحتلال، وخصوصا مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000.
واستطاع قطاع غزة بعد اندحار الاحتلال ومستوطنيه، لملمة نفسه ومراكمة القوة التي وصلت اليوم لأعلى مستوياتها ضد الكيان الصهيوني.
تطلعات لإعادتها
من جهته، قال الكاتب والمختص في الشأن السياسي، مصطفى الصواف، إن تجربة غزة قبل الاندحار كانت شبيهة بوضع الضفة الغربية حاليا.
وأوضح الصواف في حديث لـ "الرسالة نت" أن الاحتلال كان جاثما على ٤٠% من مساحة الأراضي الأميرية في قطاع غزة، "وكان يمارس الارهاب والقتل والتدمير والاعتقالات والملاحقات والإعدامات".
وأشار إلى أن ما قبل عام 2005، كانت هناك مقاومة بسيطة وبأدوات بسيطة، "وفي نفس الوقت كانت سلطة أوسلو تفعل ما يحدث حاليا في الضفة من ملاحقات وقتل واعتقالات وتعاون أمني مكثف وملاحقات للمقاومين".
ولفت الصواف إلى أن الظروف البيئية المحيطة بالضفة وشبابها حاليا، هي نفسها التي عاشها قطاع غزة ورغم ذلك هناك مقاومة تتطور وتزداد.
ويأمل أن تصل المقاومة إلى ما وصلت إليه في غزة، مبينا أن الضفة بقوتها وثورتها وصحوتها قادرة على فعل ذلك.
اقرأ أيضًا .. كيف ساهم الاندحار الصهيوني في تطوير بيئة المقاومة بغزة؟
صوابية منهج المقاومة
في حين، أكد المختص في الشأن السياسي محمد شاهين أن اندحار الاحتلال عن قطاع غزة يؤكد صوابية منهج المقاومة، "باعتباره الطريقة المثلى للتعامل مع الاحتلال".
وقال شاهين في حديث لـ "الرسالة نت" إن الضفة تحاول حاليا تكرار تجربة غزة، "فبعد 17 عاما من اندحار الاحتلال، نجد أن الانفجار بالضفة ضد الاحتلال ومستوطنيه قادم لا محالة".
وأضاف: "نموذج غزة الناجح في دحر الاحتلال وتطوير قدرات المقاومة يجعل الضفة تواقة لتكرار التجربة".
ولفت إلى أن شباب الضفة على قناعة بأنه لا يمكن دحر الاحتلال إلا تحت ضربات المقاومة.
وكسابقه، أوضح شاهين أن ما نشاهده حاليا من تصاعد أعمال المقاومة في بلدات الضفة، دليل على تعطش الضفاويين لإنهاء الاحتلال".
وأشار إلى أن تنامي المقاومة في الضفة ومراكمة القوة والوحدة العملياتية بين فصائل المقاومة رغم التحديات الكبيرة والتنسيق الأمني المتواصل بين السلطة والاحتلال (الإسرائيلي)، يدلل على حتمية إنهاء الاحتلال بالضفة ومن ثم باقي أرجاء فلسطين.
وفي تصريح سابق، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن سر اندحار (إسرائيل) من قطاع غزة، إدراكها أن بقاء المستوطنات داخل قطاع غزة ثمنه أكبر من الانسحاب، "فقرر أرئيل شارون الانسحاب أمام إرادة الشعب الفلسطيني".
وأضافت الحركة في تصريح سابق: "أبدعت المقاومة الفلسطينية في قض مضاجع المستوطنين، وإرباك حسابات الاحتلال، وتكبيده ثمن وجوده داخل القطاع، حتى اندحر أمام ضربات المقاومة، بعد أن أيقن أن بقاء المستوطنات لا بد له من كلفة وثمن".