قائد الطوفان قائد الطوفان

كيف ستواجه الحركة الأسيرة عقوبات مصلحة السجون؟

غزة – مها شهوان

نجح الأسرى في تشكيل لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، بعد عملية نفق الحرية، في خطوة تكاتف بين الفصائل الفلسطينية داخل سجون الاحتلال من أجل الوقوف أمام العقوبات التي أعادتها مصلحة السجون بعد تنصلها من جملة التفاهمات التي تمت مارس/ آذار الماضي وعلى إثرها أوقف الأسرى حراكهم الاستراتيجي آنذاك.

ومن أبرز المطالب التي تنصلت منها إدارة السجون عودتها لقرارها مضاعفة التنكيل والتضييق على أسرى المؤبدات بشكل خاص، وذلك عبر النقل التعسفيّ كل 6 شهور، لضرب حالة "الاستقرار" التي يمكن أن يعيشها الأسير.

اقرأ أيضًا .. الحركة الأسيرة تدعو لتخصيص الجمعة يومًا لنصرتهم

وشهدت سجون الاحتلال أمس الاثنين خطوات تكتيكية، ستنتهي في مدة أقصاها أسبوعين بإضراب مفتوح عن الطعام بمشاركة فصائل العمل الوطني.

ولعبت التنظيمات الفلسطينية منذ تشكيلها مع بداية السبعينيات داخل سجون الاحتلال -تزامنا مع تشكيل الفصائل الفلسطينية خارج السجون- دورا بارزا في تنظيم حياة الأسرى داخل المعتقلات حتى باتت العمود الفقري للحركة الأسيرة.

كما تحول عمل تنظيمات الأسرى من "جماعة مشتتة إلى جيش منظم"، ووضعت لوائح داخلية تتناسب مع ظروف الحياة داخل السجن، حتى تمكن الأسرى من فرض هذه التنظيمات على الإدارة والاعتراف بممثلين عنهم.

اقرأ أيضًا .. الحركة الأسيرة تفعّل لجنة الطوارئ العليا

وتجدر الإشارة إلى أن لجنة الطوارئ قررت إعادة تفعيل دورها للمواجهة والمعركة، على أن يبدأ حراك الأسرى مطلع هذا الأسبوع عبر خطوات تكتيكية بدأت يوم الإثنين وستستكمل الأربعاء مع الامتناع عن الخروج للفحص الأمني كبداية أولية وإنذار أخير لإدارة سجون الاحتلال لوقف هذه الهجمة والتراجع عن قراراتها.

إضراب جماعي متدرج

يقول إسلام عبده، الناطق باسم وزارة الاسرى بغزة، إنه بعد تنصل مصلحة السجون من التفاهمات مع الأسرى وقرارها إعادة العقوبات وأبرزها سياسة التنقلات لأسرى المؤبدات الذين تنقلهم لغرفة كل أربعة شهور، ومن قسم لقسم كل ستة شهور، من سجن لآخر كل 16 أشهر، مؤكدا أن هذا الأمر مرفوض كونه يضرب الاستقرار النفسي والمعيشي للأسرى.

ويوضح عبده "للرسالة نت" أن سياسة التنقلات التي تنتهجها مصلحة السجون ضد الأسرى هو نوع من الاستفزاز وعدم الاستقرار، لذا قرروا الإعلان عن خطوات احتجاجية رافضة للعقوبات التي فرضت عليهم للتمرد على قوانين السجن، مشيرا إلى أنهم لم يقفوا للعد الصباحي يوم الاثنين، وأرجعوا الوجبات، ولم يخرجوا للفورة.

وبحسب متابعته، ستعطي لجنة طوارئ الحركة الأسيرة مهلة لمصلحة السجون حتى تستجيب لمطالبهم، وفي حال بقوا على عقوباتهم سيكون هناك إضراب جماعي متدرج لكل الأسرى على دفعات، والدفعة الأولى من قيادات النخبة.

وفيما يتعلق بأهمية وجود العمل التنظيمي الوطني داخل سجون الاحتلال، أكد عبده أنه يعطي قوة لأي خطوات قادمة من الأسرى، مشيرا إلى أن الاحتلال حاول عبر فترات طويلة ضرب البنية التنظيمية للأسرى بهدف تفكيكهم لذا شكلوا لجنة طوارئ تعزز وحدتهم خاصة وأنه يقف خلفها قيادة واحدة.

يذكر أن التنظيمات الوحدوية في سجون الاحتلال تكمن أهميتها في تشكيل وعي الحركة الأسيرة، ومواجهة مخططات الاحتلال في التعامل مع الأسرى وسلبهم صفتهم الدولية كأسرى في مواجهة الاحتلال.

اقرأ أيضًا .. الحركة الأسيرة تعلن بدء خطوات تكتيكية 

ولا يلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوات الاحتجاجية إلا بعد نفاد كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح مع سلطات الاحتلال، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين، كما يعتبرونها وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها، وهي أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة المعتقل.

جرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في السجون (الإسرائيلية)، في سجن نابلس في أوائل عام 1968، خاض فيها المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد جنود الاحتلال، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية، ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.

اقرأ أيضًا ..  حمد: إسناد الأسرى في معركتهم واجب على شعبنا

البث المباشر