توافق اليوم الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد القسامي المجاهد رأفت قدري عبد اللطيف دراغمة من طوباس، والذي ارتقى بصواريخ الاحتلال بعد قصف سيارة كان يستقلها في 31 آب/ أغسطس لعام 2002، برفقة 4 آخرين من الشهداء منهم مدنيون.
ولد رأفت بتاريخ 28 تموز/ يوليو 1975، لأسرة مكونة من ثلاثة ذكور وسبعة إناث، والتحق عام 1996 بجهاز الاستخبارات العسكري الفلسطيني، وكان شغوفاً للتدرب على السلاح واقتنائه بأي طريقه، وكان دائم الامتعاض من بعض التوجهات لأفراد الأجهزة الأمنية، وذلك في عدم توجيه السلاح وجهته الصحيحة.
وكان شهيدنا القسامي يساعد والده في الزراعة، وهو ابنه الأكبر، ولم يتخلف عن معظم ساحات المواجهة في محافظة جنين، وشارك في جميع الاجتياحات المتلاحقة للمدينة والمخيم، وقد عُرف عنه الجرأة ورباطة الجأش.
وكان له دور مميز في المعركة التي دارت على أرض طوباس بتاريخ 5 نيسان/ أبريل 2002، واستشهد خلالها ستة من كوادر كتائب الشهيد عز الدين القسام، وذلك حين تنادى المقاتلون من أجل فك الحصار عن المنزل الذي تواجدوا فيه، باشتباكٍ دام نحو سبع ساعات، قبل أن يلتحق رأفت بعدها بكتائب القسام.
سجل جهادي
كان لرأفت سجل طويل من الجهاد والنضال، وكان مقاتلاً يعمل مع الجميع، ومع كل من أراد أن يحمل روحه على أكفه ليجاهد في سبيل الله.
في بداية انتفاضة الأقصى شارك مع المعتقل أبو الأديب من الجبهة الديمقراطية في طوباس، في تنفيذ عملية قتل بنيامين كهانا وزوجته أوائل عام 2001، إلى جانب مشاركته أيضاً في العديد من العمليات مع الشهيد محمد بشارات وذلك قبل استشهاده أواسط عام 2001.
أما رفيق دربه فكان الشهيد القسامي أشرف دراغمة، وكانا يمتشقان السلاح معا في مجموعة واحدة ويمطران بها فلول الجيش الصهيوني ومغتصبيه في الأغوار، وكان له علاقة حميمة مع القائد الراحل قيس عدوان، وبعد استشهاد أشرف بتاريخ 5-4-2002، عمل رأفت مع الشهيد القسامي القائد نصر جرار والشهيد القسامي القائد مازن فقهاء والشهيد القسامي عاصم صوافطة.
يوم الشهادة
كانت السماء صافية وقت العصر، ورأفت بجوار والده أمام منزلهم الواقع في أطراف بلدة طوباس، وطائرة الأباتشي تحلق في سماء البلدة، تنتظر فريستها الموعودة، وما كان من رأفت إلا أن نظر إلى والده وقال له بابتسامة رقيقة: هذه الطائرة لي، لقد أتت لاغتيالي، لقد حانت ساعة الشهادة.
لم يأخذ الوالد والأهل كلام رأفت على محمل الجد، ودعوا له بالسلامة، بعد أن أوصوه بالصلاة والعبادة ما دم حياً، وامتشق رأفت سلاحه على كتفه وركب سيارته وانطلق.
وبعد دقائق معدودة وإذ بانفجار يهز طوباس، صواريخ الأباتشي تنهال على سيارتين، إحداهما تنجح في الإفلات، وأخرى تصاب في المقتل، مطلوبون في السيارتين، الجرحى منهم ينقلون بسرعة إلى مكان آمن، خمسة شهداء حصيلة ذلك القصف أربعة منهم مدنيون بينهم طفلتين مرتا في المكان، وناشط من حماس في بلدة تياسير المجاورة يدعى يزيد عبد الرازق، والقسامي المجاهد رأفت قدري دراغمة.