اليوم استشهد موسى أبو محاميد من بلدة تعمر قضاء بيت لحم جنوب الضفة الغربية، هو التلحمي الذي حاول الدخول إلى القدس منذ عام دون تصريح، حكم لمدة عام كامل، وكانت العائلة تواظب على زيارته، ثم فجأة منعت منذ شهر دون سبب يذكر حتى تكتشف مصادفة أن ابنها يرقد في المستشفى في حالة صحية صعبة دون أن تخبرهم إدارة السجون.
كانت العائلة تنتظر الإفراج عن ابنها في أي وقت وقد سلم الاحتلال الصليب الأحمر ورقة تفيد أنه تم الإفراج عنه في السابع من أغسطس والحقيقة أنه لم يكن تاريخا للإفراج، وإنما التحويل إلى مستشفى " هاساف هاروفيه" في تل أبيب.
يقول شقيقه: "شقيقي توجه قبل عام إلى باب العامود دون تصريح، ولأنه معتقل سابق ومعه خلل في الأعصاب وملفه لدى الاحتلال فمن المفترض أن يفرج عنه فورا، ولكنه اعتقل لعام كامل، ثم تفاجأنا بأنه حُوّل إلى سجن الرملة وقبل شهر مُنعنا فجأة من زيارته، ليخبرنا الصليب أنه في المستشفى وفي حالة حرجة".
يضيف شقيق الشهيد: "واضح أن شقيقي قد تعرض لإهمال طبي بعد تعرضه للضرب وتدهور وضعه الصحي واضطررت قبل شهر لأخذ والدي إلى "هاساف هاروفيه" فوجدت أخي جثة ممددة ورأسه مليئا بالكدمات".
وتعقيبا على الحدث، يقول قدورة فارس مدير نادي الأسير الفلسطيني: "ازداد عدد حالات الاعتقال للداخلين للقدس بدون تصريح بشكل ملحوظ، بل إن هناك عمليات إطلاق نار مقصودة على كل من يدخل المدينة المقدسة دون تصريح.
لا يملك كل من نادي الأسير، وهيئة شؤون الأسرى معلومات مفصلة عن قصة الأسير أبو محاميد لأنه لا يعتبر معتقلا سياسيا.
يبلغ محاميد الأربعين، ولم يعان يوما من وضع صحي خطير، كانت تأتيه نوبات عصبية ليست بالخطيرة ولا يمكن أن تكون هي سبب الوفاة الرئيسي كما لفت بيان نادي الأسير.
وأكد فارس أن محاميد كان من الناحية الصحية سليما حينما اعتقل ولكن الاحتلال يقول إنه أصيب بجرثومة أدت إلى وفاته، لافتا إلى أن محاميد كان مصاباً بمرض نفسي وقد عولج في عدد من المستشفيات النفسية عديد المرات.
ويلفت قدورة إلى أن نادي الأسير يسعى الآن لاسترجاع الجثمان وتشريحه بالتعاون مع النيابة العامة لمعرفة سبب الوفاة، قائلا:" هذه جرائم تمارس بحق الشعب الفلسطيني الذي يمنعه الاحتلال من حقه في دخول القدس فإذا دخل يعتقله أو يطلق النار عليه، وكأن دم الفلسطيني أصبح مستباحا وأمام المجتمع الدولي وكأنه يوافق ضمنيا على ما يحدث من جرائم".
محاميد ليس الأول ولن يكون الأسير الأخير، فقد وصل عدد الأسرى المرضى في داخل السجون إلى أكثر من 600 أسير ممن تم تشخيصهم، وبينهم 200 حالة مرضية مزمنة، منهم 22 مصاباً بالسرطان أخطرها حالة الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه معركتين إحداهما مع السجان والأخرى مع السرطان.
وقد وصل جثمان محاميد إلى مستشفى بيت جالا الحكومي بعد ظهر اليوم وتطالب عائلته بتشريح الجثمان للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة.