قائد الطوفان قائد الطوفان

بيت صفافا.. قرية مقدسية يلتهمها الاستيطان

الرسالة نت- أحمد أبو قمر

تواصل سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) خطواتها المتسارعة في تهويد مدينة القدس المحتلة، بتغيير معالم المدينة المقدسة داخليا وإحاطتها بالمستوطنات من كل جانب.

ويبدو أن المخطط الاستيطاني يركز حاليا على قرية بيت صفافا التي تقع شرق القدس وشمال بيت لحم.

وأصدرت سلطات الاحتلال أمس قرارا بإقامة مستوطنة جديدة بالقرب من بلدة بيت صفافا جنوب شرق القدس.

مدخلا للقدس

بدوره، أكد محمد عودة الناشط والباحث في مجال الاستيطان، أن ما يحدث من تسارع للاستيطان في بيت صفافا له علاقة وطيدة بالسيطرة على القدس المحتلة.

وقال عودة في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال يسعى جاهدا للسيطرة على كل المنافذ الموصلة إلى مدينة القدس، وإحاطتها بالاستيطان من جميع الجهات.

وأضاف: "بالتالي نجد أن الاحتلال يعمل على تسارع الاستيطان بكل الجوانب وتغيير معالم المدينة المقدسة، والاستيطان في بيت صفافا جزء من هذا المخطط الاستيطاني الكبير".

وأوضح أن المخطط الاستيطاني وإقامة شارع أرئيل شارون أيضا مشكلة استيطانية كبيرة ستنهي معالم الكثير من المناطق العربية وستزيد من معاناة الفلسطينيين.

وافتتحت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة الأسبوع الماضي، شارع (16) الاستيطاني أو ما سيطلق عليه شارع "أرئيل شارون".

ويخترق الشارع الاستيطاني أراضي القرى المقدسية المهجرة عام 1948، مشكلا مدخلا جديدا للمستوطنين نحو المدينة المقدسة.

وشدد عودة على أن تسارع الاستيطان يتطلب تضافر الجهود لمواجهة الاحتلال، في ظل صمت عربي ودولي ومن السلطة أيضا تجاه ما يجري.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المستوطنة الجديدة في بيت صفافا، تحمل اسم "غفعات هشاكيد" تقام على حساب أراضي البلدة التي تعاني من نقص كبير في الأراضي للبناء.

وقالت الصحيفة إن المستوطنة ستقام على 38 دونما وسيتم بناء 700 وحدة سكنية استيطانية وكنيس ومدرسة وأماكن للترفيه.

وكانت قوات الاحتلال، قد شنّت أواسط آذار الماضي، حملة تجريف وإخطار واسعة، جرّفت خلالها أراضي في بلدة بيت صفافا لإقامة مستوطنة عليها، اقتلعت خلالها العشرات من الأشجار.

ووقتها كشفت أعمال التجريف عن منطقة أثرية في قمة بلدة بيت صفافا، حيث تعتزم سلطات الاحتلال إقامة المستوطنة.

ويتفق المختص في شؤون القدس، الدكتور زياد الحموري، مع سابقه في أن الاحتلال يستهدف بيت صفافا لما تمثله من مدخل مهم للمدينة المقدسة، ويحاول تأمين تنقل المستوطنين من القدس وإليها.

وقال الحموري في حديث لـ "الرسالة نت": "يواصل الاحتلال العمل على تهويد القدس المحتلة، عبر تسريع المشاريع الاستيطانية بشكل غير مسبوق، ليواصل تقطيع القرى المقدسية وتفتيتها".

وأوضح الحموري أن الاحتلال طالما ضايق تحركات الفلسطينيين في بلدة بيت صفافا وكذلك عملية البناء، ليبدأ اليوم بناء مستوطنة على أراضي البلدة.

كما أكد حموري أن مشروع شارع "أريئيل شارون" الضخم، يهدف إلى ربط المستوطنات ببعضها ومواصلة تقطيع المدن والقرى المقدسية، والعمل بطريقة ممنهجة لتصفية الوجود المقدسي.

ودعا المختص في شؤون القدس، لضرورة تدارك الوضع في القدس، ومنع الاحتلال من استمرار التهويد، مؤكدا أن موجة الاستيطان والتهويد في القدس غير مسبوقة.

البث المباشر