استكمالا لمشاريع التهويد والتهجير في مدينة القدس، صادقت مؤخرا ما تسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء (الإسرائيلية)، على مخطط استيطاني "الحديقة الوطنية – الغزلان" في مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس المحتلة التي تعتبر من أكبر المستوطنات في المدينة.
وستبتلع هذه الحديقة الجديدة المقامة على أراض فلسطينية حوالي 700 دونم، وتحاصر الفلسطينيين وتمنع تمددهم جغرافيا، خاصة أن عدد سكان مستوطنة" بسغات زئيف" يتجاوز 55 ألفًا، وهي من المستوطنات الدائرية الخمسة التي تحاصر القدس من الشمال وتفصل الأحياء الفلسطينية عن بعضها البعض.
تستولي (إسرائيل) على تلك الدونمات بادعاء أن هذه الأراضي "محميات طبيعية".
وتتوسع المستوطنة على حساب أراضي 5 قرى، هي: شعفاط وبيت حنينا، غرب حزما، جنوب مستوطنة النبي يعقوب، وشمال عناتا ومخيم شعفاط للاجئين.
وبعد بناء جدار الفصل العنصري أصبحت المستوطنة داخل الجدار العازل في القطاع الشمالي من القدس بينما استثني مخيم شعفاط وأخرج خلف الجدار وتم بناء معبر عسكري يفصل المخيم وجزء كبير من أراضي شعفاط وعناتا عن وسط القدس الشرقية والذي يعد أقرب الأحياء للبلدة القديمة.
ويعتبر قرار المصادقة تثبيتا لقرارات المصادرة لنحو 1170 دونمًا من أراضي شعفاط وبيت حنينا وعناتا، إذ يقضي هذا القرار على المساحة الوحيدة المتوفرة لتوسع المقدسيين التي أصبحت محصورة بين قطاعين من البناء الاستيطاني.
فصل مدن الضفة عن القدس
وكشفت مؤسسات استيطانية عن حصولها على قرار موقع من رئيس اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس، شيرا بطليموس بابائي، على المخطط لإنشاء حديقة طبيعية حضرية، في منطقة المنتزه (ناحال زمري)، وهناك قطيع من الغزلان وأنواع فريدة من النباتات والحيوانات، حسب المؤسسات الاستيطانية، التي ستشارك مع البلدية وسلطة الطبيعة في بناء تلك الحديقة.
يقول الخبير المقدسي جمال عمرو إن المخططات الصهيونية لسرقة أراضي القدس وتهويدها ليست جديدة، مشيرا إلى أن مخطط حديقة الغزلان يشكل خطورة كبيرة في السنوات المقبلة كما فعلوا في جبل أبو غنيم الذي ادعوا أنه محمية طبيعية ومليئة بالأشجار والطيور النادرة ثم غيروا صفة استعماله لتتحول إلى حديقة توراتية.
وأكد "للرسالة نت" أن سرقة 700 دونم لتقام فيها حديقة تحتوي قطيعا من الغزلان هي مجرد ذرائع صهيونية الهدف منها واضح ومكشوف وهو إقامة مغتصبة جديدة تطبق الخناق على مدينة القدس.
وأوضح عمرو أن نوايا الاحتلال واضحة من بناء مستوطنة بعد الحديقة حيث مخططات البنى التحتية التأسيسية لإقامة بيوت سكنية للمستوطنين واضحة، مؤكدا أن أكاذيب الاحتلال في مسمياته لسرقة الأراضي لا تنطلي على أحد سوى أصحاب الشعارات الرنانة الذين يكتفون بالاحتجاج على تلك المشاريع.
ويرجع ارتفاع وتيرة التهويد وسرقة الأراضي في القدس إلى خشية الاحتلال إفاقة العرب بعد تطبيعهم مع الاحتلال، وبالتالي يواصلون إغلاق مدينة القدس عبر التطهير العرقي من الفلسطينيين وخنقها من الناحية الجنوبية تماما كما الجهة الغربية.
وبحسب متابعته، فإن سيطرة الاحتلال على الأراضي التي ستقام عليها "حديقة الغزلان" سيؤدي لفصل بعض المدن الشمالية في الضفة الغربية المحتلة عن مدينة القدس ولتغيير الطرق.
وفيما يتعلق بمصير السكان الذي يجبرون على الرحيل من الأراضي المسروقة، ذكر عمرو أن منهم من سيحاصر داخلها وتكون حركة السير بالنسبة له صعبة، وآخرون سيرحلون إلى أطراف البلدة حيث المخيمات التي لا تصلح للسكن، في حين سيقابلهم على أرضهم المسلوبة عمارات شاهقة سيسكنها متعصبون صهاينة جاءوا من الغرب.