نظم معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، ظهر اليوم الاثنين، حلقة نقاشية بعنوان" الحرب (الدولية) في أوكرانيا وتداعياتها على الإقليم والقضية الفلسطينية"، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وقال رئيس المعهد رامي الشقرة، إن الحرب الروسية الأوكرانية هي حالة صراع دولي لإعادة رسم الخارطة العالمية ومحاولة لإعادة بناء تشكيل المعسكرات والاصطفافات وهذا كله يضع القضية الفلسطينية في مرحلة مهمة وربما تكون حاسمة من تاريخها.
وأضاف الشقرة أن المهم لنا كيف يمكن للقضية الاستفادة من التحولات الدولية وتعزيز مكانتها وخصوصا أن المشكلة الفلسطينية في أساسها بنيت على التحولات الدولية في النظام العالمي.
من جانبه، قال الكاتب السياسي يوسف رزقة، إن تطورات الحرب في أوكرانيا في ظل التواجد الروسي في سوريا، والعلاقات الوطيدة بين الجانب الأوكراني و(الإسرائيلي) يستدعي البحث في مجريات تلك الحرب كونها تمس القضية الفلسطينية.
وأضاف رزقة خلال حديثه، أن التعامل الدولي مع تلك الحرب، أظهر الجانب العنصري للمجتمع الدولي وازدواجية المعايير التي يتعامل معها، خصوصا فيما يتعلق بمسألة إدانة الاحتلال، وتعريف مصطلح "الإرهاب".
وفي ذات السياق، قال الخبير الأمني عبد الله العقاد، أن روسيا دخلت المعركة مع أوكرانيا، لتفكيك القطبية الأحادية الأمريكية التي تستهدفها.
وأضاف العقاد أن روسيا كانت مستعدة للحرب، ودليل ذلك عدم التأثر بالعقوبات الأمريكية التي فرضت عليها، وقوة "الروبل" الروسي.
وتابع: "دعوة موسكو لحماس نابعة من إدراكها لأهمية الحركة وحضورها القوي في المنطقة، تزامنا مع المحاولات الروسية لاستعادة تشكيل النظام الدولي".
من جانبه قال الباحث السياسي باسم شراب: "إن الموقف الغربي غير موحد من الحرب الأوكرانية الروسية، بالإضافة إلى أن العلاقة بين (إسرائيل) وموسكو تراجعت بشكل ملحوظ".
وقال الكاتب السياسي ربيع أبو حطب إن (إسرائيل) لعبت منذ بداية الأزمة دور الوسيط، للتهرب من مسألة الاصطفاف إلى جانب أحد الطرفين، إلا أن الضغط الأمريكي والعلاقة الوطيدة التي تربطها بكييف، حولت ذاك الموقف وبدأت (إسرائيل) بالدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا".
وتابع أبو حطب: "روسيا استبدلت استراتيجية الأرض المحروقة مع أوكرانيا، باستراتيجية إطالة أمد الحرب".
وأشار إلى أنه يجب الاستعداد لهذه المرحلة وتحديد رؤية واضحة فلسطينية لتبني موقف من تلك الحرب، وفق المصالح السياسية".
وفي ذات السياق قال المحلل السياسي محمود صيام، إن اتخاذ موقف فلسطيني من الحرب صعب، وله تداعياته على القضية الفلسطينية".
وتابع: "المطلوب فلسطينيا تشكيل جهاز إعلامي قوي يخاطب الغرب بكل اللغات ويخترق الأوساط، لإيضاح عنصرية المجتمع الدولي، وبيان انتهاكات الاحتلال، واستثمار تلك الحرب في دعم المظلومية الفلسطينية".
من جانبه قال المحلل السياسي حسام الدجني، إن الزيارة الأخيرة لموسكو، يجب أن تستثمر بشكل جيد، في خدمة القضية الفلسطينية على كافة المستويات".
وأضاف: "على الطرف الفلسطيني أن يحدد رؤيته وأهدافه، من تلك الاصطفافات الدولية بشكل واضح، وأن يناور بشكل أكبر لتحقيق أكبر المكاسب على كافة المستويات".
وأشار المختص في الشأن الاقتصادي محمد نصار، إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، ألحقت ضررا بالسلة الغذائية للعالم، وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي".
وشدد نصار على ضرورة الاستفادة من تلك الحرب، فيما يعود بالنفع على الاقتصاد الفلسطيني، وتخفيف وطأة الحصار عن قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قال الباحث السياسي نضال خضرة، إن غياب الموقف الفلسطيني الرسمي من الحرب نابع عن غياب للرؤية ولا يمت للإبداع السياسي بصلة.
وشدد على ضرورة تشكيل موقف سياسي موحد فيما يخص تلك الحرب، بما يحقق الأهداف الفلسطينية، ويعيد القضية إلى المشهد الدولي.