نظم أهالي المعتقلين السياسيين، مساء اليوم السبت، وقفة على دوار المنارة وسط رام الله؛ رفضاً للاعتقال السياسي ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وتضامنًا مع الأسير في سجون الاحتلال ناصر أبو حميد.
وطالب أهالي المعتقلين الإفراج الفوري عن أبنائهم، الذين تعرضوا ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب وأقسى أساليب التحقيق ظلماً وعدوانا في سجون السلطة ومسلخ أريحا.
*خطوات انتقامية*
وأكدت الناطقة باسم لجنة أهالي المعتقلين السياسيين وشقيقة المعتقل أحمد هريش، الصحفية أسماء هريش، مواصلة أمن السلطة اعتقال عدد من الأسرى المحررين لليوم الـ117 على التوالي، ونقلوا في الآونة الأخيرة لسجن مدني على خلفية تحويل ملفهم السياسي لملف جنائي.
ولفتت إلى أن الأحد الماضي كان آخر تواصل بين المعتقلين الخمسة وأهاليهم، حيث شرعوا بإضراب عن الطعام رفضا للاعتقال والخطوات الانتقامية التي يتم التعامل معهم فيها.
وأوضحت هريش أن إدارة سجن بيتونيا عزلت الأسرى الخمسة كلا على حدى، ومنعوا من التواصل مع ذويهم ومنع الزيارة عنهم.
وبيّنت أن المحامي مهند كراجة استطاع زيارتهم يوم الأربعاء الماضي، والتي كشفت خلالها عن انتهاكات خطيرة يتعرض لها المعتقلون الخمسة المضربون عن الطعام في سجن بيتونيا، وسط وسائل مهينة تمارس بحقهم.
وأشارت إلى أن إحدى المؤسسات الحقوقية الدولية استطاعت زيارة المعتقلين الخمسة، والتي أكدت بدورها أن صعوبة الظروف التي يعيشها المعتقلون، لافتين إلى أنه حتى الحيوانات لا توضع بمثل هذه الظروف.
وجددت هريش الدعوة باسم أهالي المعتقلين السياسيين بالتدخل الحقوقي والإنساني لضمان الإفراج عن أبنائهم وضمان كرامة عيشهم وحياة حرة كريمة بعيدا عن منغصات الاعتقال السياسي والملاحقة الأمنية.
فيما ذكر والد المعتقل السياسي المحامي أحمد الخصيب أنه لحد اللحظة لا يوجد تفاصيل واضحة عمّا يعيشه أبنائهم المعتقلين في سجن بيتونيا، خاصة بعد شروعهم بالإضراب، حيث تم عزل المعتقلين الخمسة وتوقفت أخبارهم عن عائلاتهم.
وأشار الخصيب إلى أن ما علموه هو ما نشر على لسان المحامي مهند كراجة، داعيا لمساندة المعتقلين السياسيين للإفراج عنهم فورا.
وأكد أن أبنائهم مكانهم ليس في السجون فهم تربوا على حب الوطن وهم أسرى محررون، ذاقوا ويلات الاعتقال في سجون الاحتلال.
*وقف الاعتقال السياسي لدعم المقاومة*
وبدوره دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان قيادة السلطة للإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الاعتقال السياسي، وفي مقدمتهم مصعب اشتية الذي يستحق وسام الجهاد والمقاومة والحرية.
ووجه عدنان الدعوة للكل الفلسطيني من مؤسسات وقيادات وفصائل للضغط على السلطة، للإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف سياسة الاعتقال السياسي الظالم.
وشدد على أن على الكل الفلسطيني التفرغ لدعم المقاومة ونصرتها، فالقدس والأقصى وأبناء شعبنا ينتظرون مقاومته للدفاع عنه ورد اعتداءات الاحتلال، وأن الاحتلال لن يرتدع عن ظلمه وعدوانه إلا بضربات المقاومين المجاهدين.
وقال: "من سيقاوم هذا الاحتلال عندما يعتقل شبابنا المقاوم في سجوننا الفلسطينية، ومن سيقاوم الاحتلال إذا رأت الشبيبة الصاعدة أن مصيرها سيكون في سجن بيتونيا أو أريحا ويلاحق فلسطينيا".
وأكد أن شعبنا يريد أن يكون نموذج جنين في كل بلدة ومدينة ومخيم في الضفة الغربية، يحمل الكل السلاح فقط في وجه الاحتلال، فشعبنا يقف مع كل مقاوم ومجاهد، لأننا نعتبر أن فلسطين بحاجة لنا جميعا.
*تضييق على المعتقلين*
وكان قد أوضح مدير المؤسسة المحامي مهند كراجة إن أجهزة السلطة في سجن بيتونيا تحرم الشبان الخمسة من الكثير من حقوقهم وتعزلهم وتمارس التضييق بحقهم.
وبيّن كراجة أنهم يتعرضون لسوء المعاملة، ويحرم بعضهم من المياه المخصصة للوضوء والغسل، مما يضطرون للتيمم من أجل إقامة الصلوات الخمس.
كما أشار إلى أنهم يُحرمون من الوصول إلى المرحاض لساعات طويلة، ويمنع عنهم ملح الطعام الذي يحمي أعضاءهم من التعفن بسبب الإضراب عن الطعام.
وترفض أجهزة السلطة تزويد المعتقلين الخمسة بالكتب والأوراق والأقلام، بالإضافة إلى حرمانهم من زيارة ذويهم أو الاتصال هاتفيا بالمحامي والعائلة.
ويحرم المعتقلون أيضاً من وسائل الإعلام الراديو أو التلفاز، والخروج للفورة، مع وضعهم في زنازين رائحتها كريهة على مدار الساعة.
يذكر أن ستة مواطنين معتقلين على خلفية ما تعرف بقضية "منجرة بيتونيا، وهم أحمد هريش وأحمد خصيب وجهاد وهدان وخالد نوابيت وقسام حمايل ومنذر رحيب، وجميعهم أسرى محررين.
وما تزال أجهزة السلطة تختطف أكثر من 51 معتقلاً، وتواصل انتهاكاتها واعتقالاتها السياسية ضد النشطاء والطلبة والأسرى المحررين.