في مشاهد باتت هي الأقرب لقلب كل فلسطيني؛ تثبت مقاومة الضفة يوما بعد يوم إبداع الشباب الثائر من خلال الأدوات البسيطة التي يبتكرونها لمقارعة الاحتلال (الإسرائيلي) خلال اقتحامه لمدن وقرى الضفة.
وأظهرت المشاهد خلال المواجهات الأخيرة مع الاحتلال حالة من التحدي والإصرار في مقاومة المحتل بأبسط الوسائل الممكنة، وهو ما تجلى في موقف صاحب السيارة البيضاء الذي كان مارا تزامنا مع اقتحام دورية للاحتلال مدينة دورا بالخليل، فأوقف سيارته وأغلق الشارع الذي حاولت دورية الاحتلال الهروب منه على وقع كثافة رشقها بالحجارة، وأخذ يشارك برشق الحجارة هو الآخر.
وامتدت مشاهد التحدي لمناطق أخرى، فقد استغل الشباب الثائر أيضا سيارة أخرى سوداء اللون في مشهد أقرب للكوميديا، كدرع لهم خلال مواجهات التي اندلعت في تقوع ونجحوا في إجبار جنود الاحتلال على الهروب.
وجسّد طفل خليلي مقولة "صاحب الأرض هو الأقوى" أثناء ذهابه للمدرسة عندما حاول أحد جنود الاحتلال منعه وإجباره على تغيير خط سيره، وبعد إصرار وتحدي الطفل نجح في المرور من الطريق رغم أنف الجندي.
ومثّلت شخصية والد الشهيدين فتحي خازم أيقونة للتحدي والمقاومة في الضفة، من خلال كلماته النارية التي تدعو لتصعيد المقاومة والتوحد للدفاع عن مخيم جنين والانخراط في صفوف المقاومة.
وشهدت الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي تصاعداً لافتاً في المواجهات مع الاحتلال وأعمال المقاومة المتنوعة، وخلال أيام الأسبوع استشهد 7 مواطنين، وأصيب جنديان ومستوطنان، ورصدت 156 نقطة مواجهة، و15 عملية إطلاق نار، و49 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة في عدة مناطق.
نموذج تحدي
ويرى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن الحالة الفلسطينية في الضفة لم تعد تخشى الاحتلال الصهيوني وهو ما ظهر عبر انعكاسات واضحة بعد الحروب على قطاع غزة والمشاهد التي شكلت نموذجا لتحدي الاحتلال (الإسرائيلي) سواء في حرب 2014 من خلال مشاهد إذلال جنود الاحتلال في المواجهة المباشرة معهم في موقع ناحل عوز العسكري أو أبو مطيبق وغيرها من العمليات البطولية.
ويوضح الريماوي في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه المشاهد البطولية خلقت حالة تحد واسعة انتقلت لمدينة القدس عندما شاهدنا ما بعد الحرب الأخيرة "سيف القدس" وتمثلت بوقوف الشبان بكل قوة أمام جنود الاحتلال متحدين بقوة المقاومة في غزة.
وبين أن حالة التحدي انتقلت لمناطق الضفة سواء في جنين ونابلس وعبر عنها الشباب الثائر برسالة للاحتلال مفادها أن الفلسطيني لم يعد يخشاه.
ويشير إلى أن الاحتلال لم يعد يخيف، وهذه هي الزاوية الأهم في الصراع عبر تهشيم ونزع هيبة جيش الاحتلال التي ترسخت في ذاكرة الفلسطيني الجديد وشاهدنا كيف يهرب الجنود من الحجارة رغم العتاد والسلاح الذي في أيديهم.