قالت السلطات الروسية إن تفجيرا وقع في شاحنة مفخخة على جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بأراضي الدولة، وأدى الانفجار إلى دمار وانهيار جزئي في مساري عبور السيارات، مما تسبب في توقف حركة النقل.
من جهتها، قالت الوكالة الفدرالية الروسية للنقل البحري والنهري إن الملاحة بمضيق كيرتش لم تتوقف، بينما نقلت وكالة تاس عن سلطات القرم قيامها بإنشاء ممر نقل بري من شبه الجزيرة إلى مناطق أخرى من روسيا عبر مناطق جديدة.
وفي الوقت الذي اتهم فيه رئيس مجلس ولاية القرم أوكرانيا بالمسؤولية عن الحادث على الجسر، أعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أن الحادث ناجم عن تفجير شاحنة قرب قطار يسير على الجسر، مما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود بالقطار.
وقالت لجنة مكافحة الإرهاب -في بيان- إن التفجير وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم. وأضافت أنه نتيجة التفجير حدث انهيار جزئي في قسمين من طريق السيارات بالجسر، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن تدمير الطراد موسكو وجسر كيرتش هو إسقاط لما وصفته "لرمزين سيئي السمعة للقوة الروسية في القرم".
بينما نقلت وكالة رويترز عن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أن تفجير جسر القرم هو "البداية ويجب تدمير كل شيء غير شرعي".
وأضاف بودولياك في تغريدة على تويتر "إن كل شيء سرقته روسيا من أوكرانيا يجب استعادته.. ويجب طردها من كل المناطق التي احتلتها".
بدوره، قال أوليغ موروزوف نائب رئيس مجلس الدوما في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية "إن حربا خفية تشن على روسيا وإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد بل هو إعلان حرب بلا قواعد".
ويُعدّ جسر كيرتش -الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو/أيار 2018 والممتد على طول 19 كيلومترا- مشروعا ضخما ومكلفا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها من قبل الاتحاد الروسي.
هجوم مضاد
وفي وقت سبق حادث تفجير الجسر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت أمس الجمعة على 3 قرى شرق أوكرانيا هي الأولى بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات الأسابيع الأخيرة.
كما قال الانفصاليون الموالون لموسكو إن أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية. وتقع هذه القرى جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك.
وفي خيرسون إلى الجنوب، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية بدأت هجوما مضادا لاستعادة أراض خسرتها في المنطقة.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أن القوات الأوكرانية دمرت خلال معارك الساعات الماضية دبابات للقوات الروسية، وسيطرت على أخرى تركها الروس قبل انسحابهم من بلدات في خيرسون. وأضافت المصادر أن القوات الأوكرانية تعمل الآن على نزع الألغام في تلك المناطق.