تعيش الضفة المحتلة والقدس أحداثا ساخنة مستمرة، بسبب اقتحامات الاحتلال للمسجد الأقصى ومحاصرة أهالي مخيم شعفاط، وكذلك ملاحقة الشبان واعتقالهم، وفي ذات الوقت هناك من لا يكترث لما يجري ويفتح أبواب فندقه لاستقبال المستوطنين للاحتفال بعيد العُرش اليهودي كما جرى في بيت لحم قبل أيام.
ما فضح هذه الواقعة مجموعة صور نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقاعة مجهزة ووضع داخلها نجمة "داوود" والشمعدان وسعف النخيل، وسرعان ما ثار أهالي بيت لحم والضفة المحتلة حتى أطلق مجموعة مسلحون النار على الفندق المطبع وقالوا "للمطبعين ليس لكم مكان على هذه الأرض".
وبسبب غضب المواطنين واحتجاجهم على السلطة التي تواصل صمتها حيال ما يجري من أحدث وتغض الطرف عن سلوكيات يقوم بها بعض الخارجين عن الصف الوطني، قررت أن تفتح وزارة السياحة تحقيقا بالأمر وقالت في بيان لها عبر صفحتها الفيسبوك تنقله "الرسالة نت":"ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص فندق بيت لحم، فقد تقرر إغلاق قاعة الاجتماعات في الفندق والبدء بالتحقيق بالموضوع".
وذكر مدير فندق بيت لحم إلياس العرجا، أنّ مجموعة من النزلاء الفلبينيين كانوا ينظمون مؤتمرًا دينيًا مسيحيًا في الفندق، مُؤكّدًا أنّه طلب منهم إزالة نجمة داود بعدما تفاجأ بوجودها في القاعة، مضيفا: من سرب صور القاعة التي كان من المقرر عقد المؤتمر فيها، يهدف إلى التحريض والإساءة للفندق".
وتساءل أديب الديس من بيت لحم وهو طبيب أسنان عبر منشور على صفحته الفيسبوك :" مع انه وزارة السياحة اغلقت الفندق، وتم إطلاق النار على الفندق، لكن كيف يجرؤ صاحب فندق ويوافق على عمل حفلة بمناسبة عيد العرش في بيت لحم".
وتابع:" المقدمات تدل على النتائج، عندما نسمح لأشخاص أن يكون معهم وكالات لمنتجات (إسرائيلية)، ونسمح "للتوبوزينا" أن تكون بالسوبرماركت في مناطق السلطة، ومنتجات تنوفا وغيرها من المنتجات الإسرائيلية(..) وعندما لا نحاسب المطبعين الذين يتفاخرون بتطبيعهم مع الاحتلال، فلا تلوم صاحب فندق على وقاحته، من أمن العقاب اساء الأدب".
وما أثار غضب الضفاويين على وجه التحديد أن تجهيزات المستوطنون لإقامة حفلهم الغنائي في فندق بيت لحم كان تحت حماية الأجهزة الأمنية للسلطة، في المقابل تلاحق الأجهزة ذاتها ثوار الضفة وتعتقلهم وتتصدى لمن يحاول القيام بأعمال بطولية هناك.
السلام الاقتصادي
وتعقيبا على الحدث يقول الناشط ياسر مناع إن ما فعلته الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله في حماية تنظيم الحفل الغنائي للمستوطنين يأتي ضمن برنامجها الواضح ونهجها في التنسيق الأمني.
وأكد مناع "للرسالة نت" أن التنسيق الأمني مقدس للسلطة ولا يتأثر بالأحداث الساخنة التي تقع في الضفة والقدس وحتى غزة.
وفيما يتعلق بالاحتلال الذي يحاول استفزاز الفلسطينيين وإقامة فعاليات له على أراض الضفة والأماكن المقدسة أوضح أنه يحاول تعزيز فكرة السلام الاقتصادي وتطبيع الفلسطيني مع الاحتلال وتقليص الصراع ويصبح وجوده عادي وليس احتلال.
ولفت مانع أن الاحتلال حاول في السنوات الماضية إقامة علاقات مع مؤثرين اقتصاديين في الضفة واحداث شراكات والاحتفال الذي جرى في بيت لحم يندرج تحت هذا الإطار، مؤكدا أن السلطة في الوقت ذاته ترعى التنسيق الأمني وتحافظ عليه.