قائد الطوفان قائد الطوفان

لن نمل الدفاع عن الأقصى.. وان عدتم عدنا

باسم عبد الله ابو عطايا

 

المسجد الأقصى مرة أخرى.. لن يتوقف المتطرفون الصهاينة عن محاولات الاقتحام، ولن تتوقف عزيمة أبناء القدس وفلسطينيي 48 من المواجهة والدفاع والمرابطة للتصدي لمحاولات التهويد والهدم والاقتحام "وان عدتم عدنا "، ما يقوم به قطعان المستوطنين هو محاولات أنهاك وجس نبض ، للرد الفعل الفلسطيني بالدرجة الأولى وخاصة أهل القدس الذين يدافعون ويرابطون ويتصدون لكل محاولة يعلن عنها ملفتو اليمين المتشدد .

 

لكن الخطر الأهم والأكبر لا يقتصر فقط على المسجد الأقصى على أهميته وقدسيته فالقدس بكل ما تحتوى من مظاهر إسلامية وعربية وفلسطينية معرض للخطر ولا مجيب .

 

مرة تلو الأخرى

 

 مرة أخرى تقتحم قوات الاحتلال الأقصى بحجة إخراج المعتكفين الذين دخلوا للتصدي لقطعان المستوطنين على ضوء تهديداتهم باقتحام الحرم القدسي الشريف ، فبدأت الشرطة الإسرائيلية بالاستعداد من اجل منع أية مواجهات أو صدامات كعادتها لحماية المتطرفين وتوفير الغطاء الأمني ألازم لتدنيس المسجد.

 

صحيفة يديعوت نقلت خبر انتشار الشرطة الإسرائيلية في شوارع البلدة القديمة وشرقي القدس بعد التطورات التحريضية التي دعا إليها نشطاء اليمين المتطرف.

 

والغريب ان المتطرفين اليهود يؤدون دورا كأنهم يتبادلونه مع القيادة السياسية والشرطة والجيش وكل منهم يؤدى دورا لاستكمال فكرة السيطرة على القدس وإلا فماذا يعنى قيام المتطرفين فى كل مرة بالإعلان قبل وقت عن نيتهم اقتحام المسجد الأقصى ، بعد ذلك تحشد الشرطة وتضع حواجز وتمنع المصلين من أداء شعائرهم الدينية بحجة الفصل وعدم وقوع أعمال عنف واشتباكات بين المصلين والصهاينة .

 

فغطاء الشرطة هنا يأتي بالدرجة الأولى لحماية المستوطنين الذين غالبا لا يأتون في الموعد الذي حددوه مسبقا للاقتحام وتترك المواجهة للشرطة وكأن ما يجرى هو محاولات لضرب صمود الفلسطينيين ، لدفعهم للشعور بالملل في كل مرة يتم فيها دعوتهم للتصدي ، حتى يأتي يوم يعلن فيه الاقتحام فلا تجد من يهب للمواجهة ، إن ما يقوم به الصهاينة هو خدعة تتفق فيها الحكومة التي هي بالأساس توفر كل أسباب الدعم والحماية ، وهى تأتى في أطار التبادلية فتقوم الحكومة بترحيل الفلسطينيين وهدم المنازل وبناء المستوطنات .

 

وعند إعلان أي اقتحام تظهر الحكومة وكأنها تتصدى وتحمى المقدسات ، لقد أصبح المسجد الأقصى كالطفل اليتيم.. يلاقي الأمرين صارخاً هل من منقذ ولكن لا صدى لتلك الصرخات.. فعلى الرغم من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية سواء التي تتم علناً أو سراً.. إلا ان المجتمع الدولي غض الطرف وأغمض عينيه.. وبدأ المتطرفون الصهاينة رحلتهم التي تتصاعد في شهر أكتوبر من كل عام من أجل إعادة بناء الهيكل المزعوم حتى تتحقق نبوءتهم بعودة المدينة المقدسة في عام 2020 دون وجود للمسجد الأقصى أو قبة الصخرة ولا لأي فلسطيني علي هذه الأرض المقدسة فتارة يحفرون أنفاقاً وتارة أخرى يقيمون معابدهم.. ووصل الأمر بهم للاعتداء علي المصلين وحرمانهم من أداء شعائرهم تحت سمع الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى وعلي رأسها أمريكا دون مراعاة لبنود القانون الدولي ولا اتفاقية جنيف.

 

امة المليار يحميها البابا

 

لم يسمع العرب صرخات الاستغاثة ولم يسمع المسلمون في بقاع الأرض شرقها وغربها نداءات أطلقتها حناجر حاصرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من اجل الدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها .

 

وكلنا يعلم حالة عدم الاكتراث الإسرائيلي بالموقف من سلطة رام الله وعدم احترامها لها أو لأي اتفاق موقع معها لذلك هي تعتبر أن مسالة القدس والأقصى هي شان إسرائيليي بحت لا يحق لسلطة رام الله أن تتحدث عنه أو تتدخل فيه وهذا للأسف ما يحدث .

 

لكن أين ملك الأردن من القدس أليس هناك اتفاق" أخلاقي" بين دولة الاحتلال والنظام الأردني بان تشرف الأخيرة على المقدسات وترعاها وتحميها فلماذا لا تقيم حكومة نتنياهو لهذا الاتفاق أي اعتبار ولماذا لا تقيم وزنا للأردن صاحب اتفاق السلام مع " دولة " الاحتلال . والغريب إن ملك الأردن اخذ على عاتقه حماية الأقصى قيادة الأمة في الدفاع عنه فأرسل بلا خجل ولا ووجل إلى بابا الفاتيكان البابا بنديكت السادس عشر بالمساعدة لوقف “الإجراءات الإسرائيلية الأحادية” في القدس المحتلة

 

وقدم إلى البابا ملفاً مفصلاً حول مختلف الإجراءات والاستفزازات “الإسرائيلية” في مدينة القدس والمقدسات فيها.

 

لمن يعنيه الأمر

 

و يحق لنا نتساءل أين لجنة القدس؟ أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ لماذا لا يخصص مؤتمر ينظم بالتنسيق بين المنظمة والجامعة العربية ويمكن ان تتوافر فيه مشاركة مسيحية لإرسال رسالة واضحة لإسرائيل ولكل من يعنيه الأمر بأن أحلام الهيمنة علي القدس لن تتم ولا يمكن السكوت عنها كلمة أخيرة بأنه لا يجب اتخاذ إجراءات من أجلها وقف البحث عن التصويت عليها في المحافل الدولية بعد أن نكون قطعنا شوطاً لأن توافر المصداقية في أي عمل دولي شرط رئيسي لنجاحه وبدون شك أن إسرائيل تراهن علي احتمالات التراجع في كل تحرك جاد من هذا النوع.

 

ستسعى إسرائيل في محاولاتها اقتحام الأقصى تمهيدا لفرض واقع جديد يتمثل في النظر إلى الأقصى كمان سياحي وليس كمكان للعبادة له قدسيته وستسعى للحصول على موطئ قدم كما في الحرم الإبراهيمي وستعمل كل ما بوسعها من اجل مواصلة الحفريات لهدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم كل هذا تريده إسرائيل في حالة سلم وفى حالة توافق فلسطيني رسمي وسكوت عربي مريب وغض طرف أوروبي رهيب هذا ما يجرى في القدس وهذا ما يخطط لها فمتى تصحوا امة المليار.

 

البث المباشر