بغضب، جاء صوت والدة الشاب أنس عبد الفتاح من مدينة نابلس لتروي حكاية ابنها الذي غدا مصابا بشلل نصفي نتيجة رصاصات غادرة أطلقها ضابط في الأجهزة الأمنية عليه وهو يمر من منطقة المنارة القريبة من جامع النصر بمدينته "دون ذنب اقترفه".
الحكاية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فهي تتكرر في كل مرة يحاول أي شاب فلسطيني الوقوف في وجه السلطة اعتراضا على سلوكياتها وانتهاكاتها بحق المواطنين.
تحديدا قبل شهر في العشرين من سبتمبر الماضي، خرجت مجموعة من الشبان بمظاهرة سلمية في نابلس تنديدا بالتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، وكذلك رفضا لمواصلة السلطة اعتقال المطارد مصعب اشتيه.
وعلى إثر المسيرة السلمية أطلقت أجهزة السلطة النار على الشبان الفلسطينيين، فقتلت الخمسيني "فراس يعيش" أمام بيته وهو يحاول صف سيارته في مكان آمن بعيدا عن المواجهات، كما أصابت "أنس" برصاصة في نخاعه الشوكي، ما سبب له شللاً نصفياً وأرداه في أقسام العناية المكثفة في مشافي الأراضي المحتلة.
بعد أسابيع قضاها أنس – 24 عاما- في المستشفيات عاد إلى بيته في وضع نفسي سيء كما تقول والدته، وتضيف: طيلة الوقت يردد أنس ماذا فعلت ليطلقوا النار علي؟!
وحين كان يستيقظ أنس من البنج كانت تسأله ماذا حدث فيجيبها أنه رأى إطلاق النار عليه من عسكري من مسافة لا تزيد عن 40 إلى 50 مترا"، وأن "من أطلق النار من هذه المسافة في هذا الجزء من الجسم قاصد أن يقتل لا أن يصيب.
أما هي فتخبر "الرسالة نت" ما جرى معها حين جاءت الأجهزة الأمنية لابنها في المستشفى لتهدده، فتقول سألتهم "هيك عملتوا في ابني أنس؟ ليرد عليها أحدهم: احمدي الله أنوا ابنك بيتنفس"
وذكرت أن ابنها أنس وهو خريج كلية الهندسة، يتساءل طيلة الوقت "هل سأعود لممارسة حياتي كما السابق؟!".
يوم إصابته كان قد عاد لتوه من المسجد بعدما أدى صلاة قيام الليل مباشرة بعد صلاة العشاء، وذهب بعدها إلى أصدقائه للعب كرة القدم، وحين كان يسير في طريقه أصابه ضابط متعمدا رغم أنه لم يكن يعلم ما يجري في المكان.
وتحكي الأم بحرقة على ابنها: "أطلقوا على ابني الرصاص في منطقة الخاصرة مما أصابه بشلل نصفي"، مضيفة: لم استوعب حتى اللحظة كيف لشرطي فلسطيني أن يطلق النار على مواطن من المفترض أن يحميه وليس أن يقتله ويؤذيه؟!
وتتابع: "لن أسامح من آذى ابني وسأبقى أطالب بالقصاص، وإن لم يكن في الدنيا فسآخذ حقه أمام رب العالمين".
ومنذ اعتقال المطارد اشتيه، تشتعل الأوضاع في مدينة نابلس، حيث الأجواء المتوترة والاشتباكات المسلحة في عدة مواقع وسط المدينة.