منفذ عملية شعفاط.. الثائر  الذي يحميه شباب المخيم 

أرشيفية
أرشيفية

الرسالة نت-رشا فرحات

أكثر من أسبوع مضى على تنفيذ عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري المقام شمال شرق القدس، التي قُتل فيها مجندان، ورغم أن الاحتلال أعلن عن اسم المنفذ حسب توقعاته، وفرض حصارا خانقا على الأهالي حتى تسليمه إلا أنهم استطاعوا بوسائلهم البسيطة أن يُخضعوا الاحتلال ليرفع الحصار عنهم دون تسليم المنفذ. 

ففي الأيام السابقة، تحوّل الشاب الذي تدعي سلطات الاحتلال تنفيذه العملية إلى أيقونة نضال حيث احتذى به العديد من شبان مخيم شعفاط (شمال شرق مدينة القدس)، كما شكلوا له حماية شعبية مهمة، رغم مرور أكثر من عشرة أيام على تنفيذها. 

واستحدث شباب المخيم طرقهم الخاصة بالمقاومة المبنية كلها على السخرية من الاحتلال، ويظهر ذلك جليا في المكالمات الساخرة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لشبان يسخرون من صوت طائرات الاستطلاع، ويهاتفون الجهات الأمنية ليخبروها أنهم من حقهم النوم كمواطنين من سكان القدس.

ومن خلال مكالماتهم للجهات الأمنية والادعاء أن عدي التميمي الذي تدعي سلطات الاحتلال تنفيذ العملية لديهم، وتوالي المكالمات المرعبة والساخرة والقاهرة للاحتلال في ذات الوقت، وكل هذا في ظل حصار خانق دفع الأهالي ثمنه عن طيب خاطر.

ناصر الهدمي، الكاتب المقدسي المختص بقضايا القدس لفت إلى أن أهالي شعفاط فرضوا هذه المرة معاييرهم الخاصة بوسائل المقاومة المستحدثة والبسيطة، واضطر الاحتلال إلى رفع الحصار عنهم في النهاية، دون أن يعرف من هو منفذ العملية.

ويلفت الهدمي إلى أن الاحتلال جن جنونه خلال الأيام السابقة فهو يحاول أن يصب كل غضبه على مواطني شعفاط، مضيفا: "بالأمس طرد خمسة عشر عاملا يعملون في مستوطنة مودعين، فقط لأنهم حلقوا رؤوسهم كما فعل شباب المخيم تضامنا مع التميمي الذي -حسب رواية الاحتلال حليق الرأس- كما أوقفت شرطة الاحتلال تراخيص أصحاب السيارات وسحبت منهم رخصة القيادة فقط حينما حلقوا رؤوسهم".

ومن جهة أخرى شدد الهدمي على فكرة نجاح التضامن، معتبرا أن من أسباب نجاحه كون القدس منطقة ليست تابعة للسلطة الفلسطينية، ولو أن المنفذ كان من أهالي الضفة الغربية لاستطاع الاحتلال الوصول إليه خلال أربع وعشرين ساعة.

الاحتلال نفسه اعترف، حسب الهدمي، أن السلطة تشكل داعما له ولولاها لما استطاع الدخول إلى مناطق الضفة، قائلا: سمعت أحد المطاردين في منطقة نابلس وقد حوصر وهدم بيته قبل عام، قال بالحرف الواحد: "نحن نواجه مصيبتين: الاحتلال والسلطة التي تسلمنا له" وهذا يجعل الخطر مضاعفا على المقاتلين هناك".
 

البث المباشر