قائد الطوفان قائد الطوفان

المعتقل السياسي رحيب أوجعته أجهزة السلطة مرتين

المعتقل السياسي رحيب
المعتقل السياسي رحيب

الرسالة نت- خاص

حين يأتيك خبر فقدان أحد من أفراد أسرتك وأنت في غربتك قد تحجز أول طائرة لتصل بلدك أو تعتزل من حولك قليلا لتعيش الحزن مع عائلتك عبر الهاتف وتشاركهم اللحظات الصعبة، والأمر يزداد صعوبة لو كنت معتقلا في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) فأنت لا تقوى على مشاركة عائلتك مصابهم لكن رفاقك في الزنزانة يخففون من وجعك.

أما الأصعب مما سبق حين تكون أسيرا لدى الأجهزة الأمنية في بلدك على خلفية رأي سياسي، ومعزول عمن حولك ولا رفيق يخفف من ألمك أو قد لا تعلم أنك خسرت أحد أفراد أسرتك، كما جرى قبل أيام مع منذر رحيب المعتقل منذ حوالي 140 يوما دون أن يطبع قبلة الوداع على جبين والده.

قبل وفاة والد "منذر" المقيم في الأردن، تقدم بمناشدات عدة لسلطة رام الله من أجل السماح له برؤية نجله، فقد توفي وأمنيته رؤية ابنه حتى ولو عبر مكالمة فيديو، إلا أنه غادر الحياة حزينا على ابنه المعتقل دون سبب أو تهمة.

القهر والحزن صاحبا المعتقل "منذر" في زنزانته بسجن "بيتونيا"، وهو يعاني بالأساس من وضع صحي متدهور لم يؤهله للمشاركة مع رفاقه المعتقلين إضرابهم عن الطعام رفضا لسياسة السلطة في التعامل معهم.

حالة من الغضب انتابت الفلسطينيين على هذه الحادثة التي اعتادوا أن تكون على يد الاحتلال وليس الأجهزة الأمنية، فعلق الصحافي والناشط عقيل عواودة عبر صفحته الفيسبوك: "في وطن العرين هناك من يقتلنا منذ سنين".

وتنقل "الرسالة نت" ما كتبه عواودة: "يحدث في هذا الوطن المحتل أن يموت والدك وأنت في سجون البلاد تُطحن وأن يأتي طفلك الأول وأنت في سجون أريحا معلقا"، متابعا: في كل صباح نبحث عن وطن لا يُعذب فيه فلسطيني على يد من هو مفترض أنه فلسطيني مثله ودرعه في وجه من يحتل الأرض والأرواح.

اليوم حال عائلة "رحيب" صعب للغاية، فالوالد غادر الحياة متحسرا على ابنه المعتقل دون رؤيته، و"منذر" تضاعفت معاناته النفسية والصحية أكثر فلم تعد رسائل والده الشفهية التي كان يرسلها عبر شقيقته تصله خلال جلسات المحكمة، اليوم اختلف مذاق الحياة بالنسبة له والغصة بقيت عالقة.

وتلجأ إدارة سجون السلطة إلى العقوبات ذاتها التي يستخدمها الاحتلال بحق الأسرى المضربين، بحرمانهم من الأدوية الضرورية وسحب العديد من المقتنيات من زنازينهم، كما ترفض نقلهم إلى المستشفيات، وهو ما دفع المعتقلين إلى مقاطعة عيادة السجن والتهديد بالإضراب عن الماء.

وما ترتكبه السلطة بحق المعتقلين السياسيين هو جزء من دورها المركزي الذي تمارسه في الضفة الغربية لإضعاف حالة المقاومة المتصاعدة فيها عبر استمرارها في اعتقال عشرات المقاومين والناشطين وملاحقتهم، ومواصلة أجهزتها الأمنية تعذيب المعتقلين بأساليب وأدوات قاسية، نيابة عن الاحتلال.

يذكر أن المعتقل رحيب نُقل قبل وفاة والده إلى مستشفى الخدمات الطبية العسكرية لحاجته للعلاج بسبب سوء وضعه الصحي، وحصل على دواء واحد رغم أنه يعاني من تسارع في نبضات القلب وتشنجات في جسده وضيق تنفس وانزلاق غضروفي وضعف في السمع، وهو بحاجة لعلاج من كل تلك المشاكل، كما قالت شقيقته "نداء رحيب" في حديث صحفي سابق.

وأكدت الشقيقة أنه بسبب وضعه الصحي لم يخض الإضراب مع المعتقلين الآخرين، ولذلك تم وضعه في قسم يحتجز فيه أصحاب الأحكام العالية والمؤبدة، وهو أمر غير قانوني، مشيرة إلى أنه لا يزال موقوفا وغير محكوم عليه بالسجن من المحكمة.

البث المباشر