قائمة الموقع

رابي الرابي يُزف شهيدا قبل عرسه بستة أيام

2022-10-23T21:24:00+03:00
الشهيد: رابي الرابي
الرسالة نت-رشا فرحات

يقطع المشهد في الضفة من قلوب الفلسطينيين كل يوم قطعة، يأخذ شهيد ويرحل، ووراء كل شهيد قصة وعائلة، يتركهم ليتجرعوا الأحزان بعده.

الشهيد رابي الرابي، شاب في بداية الثلاثين، كان له موعد مع الفرح يوم الجمعة القادم، حيث كان موعد عرسه، موعد أنهته رصاصة على حاجز 109 جنوب شرق قلقيلية، حينما كان في طريقه لعمله.

على الحاجز بعثرت فرحة عائلة كاملة، حيث يغتال الجنود فرحات الفلسطينيين بدم بارد، ثم يصنع الفلسطينيون فرحتهم الخاصة مع كل شهيد، فرحة لا يعرف معناها سواهم.

يقول والد رابي وهو يودع ابنه ويقف إلى جانب جثمانه، يقرأ الفاتحة ويمسح بيديه على وجه العريس الذي فقده قبل دقائق: "الحمد لله رب العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو الأكرم منا جميعا الآن، هذا هو رابي ابني شهيد أراد الله له أن يتزوج في عليين، وإذا كان لا بد من الموت، فالأجمل أن تموت شهيدا بدلا من الموت في فراشك".

ويضيف والد الشهيد بقلب محروق: "ستقول آلة الإرهاب الصهيونية إن ابني كان إرهابيا، وسيحكون عليه الكثير من القصص، ولكن ذنبه الوحيد أنه فلسطيني يسعى إلى رزقه، وهذه الآلة الفاشية الصهيونية تأبى أن نحيا حياة كريمة، ابني شهيد لقمة العيش، وأنا راض عنه، وسيتزوج في عليين بإذن الله".

إعدام بدم بارد، هذا ما جاء في بيان وزارة الصحة الفلسطينية، حيث أن  الشاب رابي عرفة رابي (32 عاما) استشهد متأثرا بجراح حرجة، إثر إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال، عند حاجز 109 قرب قرية النبي إلياس، جنوب شرقي مدينة قلقيلية.

 ولم ينكر الجيش جريمته، مستغلا التعنت الوقح والصمت المطبق للعالم، حيث اعترف أن قواته كانت تحاول احتجاز سيارة بعد أن عبر ركابها بشكل غير قانوني إلى (إسرائيل)، لكنها أفلتت وصدمت جنديا، وبعد ذلك أطلق الجنود النار باتجاهها.

بدورها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية -في بيان صحفي- جريمة الإعدام الميداني البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطن رابي، معتبرة أنها جزء من مسلسل الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين، وبأنها تعليمات سياسية سمحت للجنود بالقتل اليومي وسهلته.

وتشتعل الأحداث في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق حيث بلغ عدد الشهداء -وفق وزارة الصحة- 18 شهيداً في الضفة والقدس اللتين تشهدان مواجهات واقتحامات مستمرة من جنود الاحتلال وإعدامات ميدانية واعتقال للعشرات من شباب الضفة والقدس.

 

اخبار ذات صلة