أهالي الضفة.. لماذا نُحرم من نصرة الأقصى؟!

الضفة الغربية – الرسالة نت

تتجدد معاناة أهالي الضفة الغربية المحتلة مع كل اعتداء يقوم به المغتصبون الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك، حيث يمنع أهالي الضفة من المشاركة في دعم صمود المقدسيين والمرابطين داخل الأقصى بأية طريقة كانت.

ففي خضم الاعتداءات السافرة على المسجد الأقصى المبارك.. وفي ظل التصعيد الصهيوني ضد المقدسات الإسلامية يُحرم أهالي الضفة حتى من الخروج بمسيرات تأييد ونصرة للأقصى من قبل أجهزة عباس الدايتونية، كما يمنعون من الوصول إلى القدس من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بفعل الحواجز والمعابر التي تطوق كافة مداخل المدينة.

ولا تقتصر التضييقات التي يتعرض لها أهالي الضفة على الحواجز الصهيونية المحيطة بالقدس، بل إن الأمر يتعدى إلى الملاحقات التي يتعرضون لها من قبل جهازي المخابرات والوقائي، حيث يتكفل هذان الجهازان بتوفير الأمن للاحتلال من خلال القضاء على المقاومة ومصادرة الأسلحة وتصفية المقاومين.

على الصعيد ذاته أكد مراقبون أن الوضع الحالي الذي تعيشه الضفة الغربية من تكميم للأفواه وسياسة الترهيب المتبعة بحق الناس، والتنسيق الأمني القائم بين السلطة والاحتلال، كلها عوامل تشجع الاحتلال على المضي قدما بسياسة تهويد القدس المحتلة، واقتحام المسجد الأقصى من قبل المتطرفون الصهاينة.

ويشير المراقبون أن أهالي الضفة هم كالقنبلة الموقوتة الآن، فالألم يتعاظم في نفوسهم، وأبناؤهم يعتقلون ويعذبون ليل نهار على أيدي أجهزة عباس والاحتلال، مؤكدين أن الضفة لم تستسلم لأحد في يوم من الأيام، وأنها كانت تسطر الانتصارات بمقاومتها وصمود أهلها، لكن الظروف التي تعيشها الآن هي ظروف استثنائية، بسبب تكالب الاحتلال والسلطة على المقاومين والشرفاء فيها.

انعكاس طبيعي

السيد ممدوح عبد المقصود "40 عاما" رأى أن عدم تحرك أهل الضفة لنصرة الأقصى أنه أمر طبيعي في ظل سيطرة أجهزة عباس على الضفة، وفي ظل التنسيق الأمني الكبير الحاصل، وأضاف لـ"الرسالة" :"الألم يتعاظم في النفس.. وشوقنا للأقصى تكبله قيود المحتل والسلطة هنا، لا ندري ماذا نفعل، لماذا يحرمونا حقنا في الدفاع عن مسرى نبينا؟ أين أنت يا عباس من الدفاع عن الأقصى؟ أم أن وجودك بالسلطة يشترط عليك عدم الدفاع عن القدس.. هذه أرضنا وقدسنا التي لن نفرط بها".

وأضاف: "في الأسابيع الماضية عندما اقتحم المستوطنون الأقصى لم يكن للضفة أي وجود أو تحرك للدفاع عن الأقصى، وهذا ما يشجع الاحتلال على انتهاك حرمة المسجد بشكل متكرر، فظهر الاحتلال تحميه السلطة في رام الله، وتمنع أي أنشطة تخل بأمنه".

أما الشاب صابر عمر من نابلس وهو طالب في جامعة النجاح الوطنية فقال لـ"الرسالة": "أهل الضفة مصيرهم مرتبط بالأقصى وعدم تحركهم من أجل الأقصى يعني أن مشروع سرقة أرضهم وطردهم من ديارهم سيكون أمر سهلا، وهو ما يحصل بالفعل، تسرق أرضهم ويصمتون ويعتدي على الأقصى ولا يتحركون".

ويضيف: "الدفاع عن الأقصى ليس منة وكرامة من أحد، بل انه فرض على كل المسلمين، إضافة إلى أنه مقياس لمدى قدرة أهالي الضفة على البقاء في أرضهم، فعدم التحرك لنصرة الأقصى يشكل دافعا للاحتلال للمضي قدما في سياسته في تهويد الضفة ومصادرة أراضيه تمهيدا لطرد أهلها منها".

تغييب الحركة الطلابية

وترى الطالبة "سناء.م" من جامعة النجاح أن تكبيل أيدي الحركة الطلابية بالقيود الأمنية يشلّ التحرك الجماهيري بشكل عام، فالكتلة الإسلامية طالما كانت تقود المسيرات الضخمة انطلاقا من حرم الجامعة لتجوب شوارع المدينة وتلبي نداء القدس وتدافع عنها ولو بمسيرة غضب، أو وقفة احتجاج، لكن حال الكتلة في الجامعة اليوم يرثى له، قادتها تتقاسمهم سجون الاحتلال وسجون عباس.

وتضيف سناء: "إضعاف وتغييب دور الحركة الطلابية عما يحصل للقدس وللقضية الفلسطينية حاليا، يعتبر جريمة بحق العمل الطلابي والجماهيري، فالجامعات كانت دوما في المقدمة، تُخَرِّج الاستشهاديين والمقاومين وأبطال الكتائب، إلا أنها الآن باتت معقلا لأفراد المخابرات والأمن الوقائي الذين يتربصون بكل الطلبة ويلاحقون أبناء الكتلة الإسلامية داخل أسوار الجامعة".

وتشير سناء إلى أنه في بداية انتفاضة الأقصى المباركة انطلقت أول مسيرة في نابلس لنصرة الأقصى من جامعة النجاح الوطنية.. حيث اشتبك الطلبة مع جنود الاحتلال المتواجدين على حاجز حوارة شمال المدينة، وسقط خلالها جرحى وشهداء من الكتلة الإسلامية، لقد ضحّوا بدمائهم دفاعا عن الأقصى.. أما الآن فالذي يفكر مجرد تفكير بالتحرك نصرة للأقصى.. سيكون مصيره الاعتقال والتعذيب لا غير..ّ!".

 

البث المباشر