قائمة الموقع

مقال: نابلس تخرج من بيت الطاعة ... كما جنين

2022-10-25T13:13:00+03:00
عاطف أبو موسى
عاطف أبو موسى

فجر الثلاثاء الموافق ٢٥/ أكتوبر/٢٠٢٢ ارتقى ثلة من مجاهدي شعبنا الفلسطيني في نابلس، مقبلين غير مدبرين، وعلى رأسهم أحد مؤسسي عرين الأسود القائد وديع الحوح، والذي كان مثالاً للقائد العامل الذي جَنَدَ العديد من المقاتلين على ذات الدرب، والذي كان رحمه الله مثالاً في الوحدة، وجمع البنادق التي تقاتل العدو تحت مهمة وحيدة الدفاع عن فلسطين بكل قوة، وتوجيه الرصاص إلى صدور الاحتلال الصهيوني الذي طالما جثم على صدورنا، وصادرَ وسرقَ أرضنا، وقتلَ خيرة شبابنا ومجاهدينا، واعتدى علينا في كل مكان، ومحفل، والذي بعد كل هذا الاجرام يدعي بأنه الضحية، ولطالما كذب على المجتمع الدولي وهو يمارس أبشع احتلال لأرضنا ومقدساتنا.

انتفضت ليلة أمس  المدينة الثائرة، والتي سميت نابلس بجبل النار نتيجة الهجمات التي شنها أهالي نابلس على الجيش الفرنسي بعد أن هُزم على أسوار عكا، حينها قام الجيش الفرنسي باتخاذ جبال نابلس طريقا للعودة، فما إن علم أهالي نابلس بالخبر قاموا إلى الجبال واستخدموا النار للنيل من تجمعات العدو وخيامهم ما أدى إلى خسائر كبيرة، فهي اليوم على ذات الدرب قاومت الاحتلال الصهيوني، وتصدت لقطعان المجرمين، وكانت نبراساً لكل الثائرين، وقدوة في ساحات الجهاد والمقاومة، فقد طاردوا القوات الخاصة في شوارع حي القصبة، وأمطروهم برصاهم المبارك، وأصابوهم وأوقعوا فيهم الخيبات والاصابات، عرفناهم رجالاً كما عهدناهم، وما الاشتباكات التي خاضوها بحي الياسمينة في البلدة القديمة عنا ببعيد.

ليلة أمس، شهدنا إشارات هامة تدل على أن الوضع آخذ بالتغيير لصالح المقاومة، وأن الاحتلال الصهيوني ذاهب إلى فقدان السيطرة على الأرض أهمها:

استخدم العدو الصهيوني التسلل كعادته في كل عملية اغتيال، أو اعتقال للوصول إلى حارة القصبة، فاكتُشفت القوة الخاصة، وخاض معها رجال العرين اشتباكاً من نقطة صفر، لتؤكد للعدو بأن عيونهم مفتوحة، وأنهم جاهزون للتضحية، والدفاع عن الأرض فعهد التسلل النظيف دون خسائر قد انتهى، ولم يعد حي القصبة كما كان.

استخدم العدو الصواريخ الموجهة، والتي أطلقوها على المنزل الذي تحصن فيه ثلة من المجاهدين، ولو كانوا قادرين على الوصول إلى باب المنزل وتصفية المقاتلين، أو اعتقالهم لما تأخروا، فكانت شراسة الاشتباك والتصدي حائط صد أمام وصولهم إلى المكان بكل سهولة، لذلك استخدموا الصواريخ الموجهة لإحداث أكبر قدر من التخريب والصدمة.

استخدم العدو طائرات الاستطلاع المحملة بالصواريخ، والذي أطلق منها صاروخاً واحداً على الأقل اتجاه سيارة مدنية بالبلدة القديمة ليرتقي على اثر الاستهداف الشهيد المجاهد حمدي قيم، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها العدو الصهيوني الاستهداف من الجو، والذي يضمن فيه التحييد والتصفية الجسدية.

 إشارة بعض وسائل الإعلام أن رئيس أركان الجيش الصهيوني أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار قاما شخصياً بإدارة العملية، وكانا مشرفان بشكل مباشر على العملية يقودنا إلى أن الوضع على الأرض خطير، وليس سهلاً كما السابق، في حين أن عمليات اقتحام وتصفية مشابهة في السابق كان يديرها مسئول فرقة.

برغم الألم الذي يعتصر قلوبنا على فقدان أشجع مقاتلينا، وأننا في كل يوم يمر نودع فيه خيرة المجاهدين الذين انتظرناهم طويلاً، إلا أن المستقبل لنا، ولمقاتلينا الكبار، وأننا على ثقة بالله عز وجل أننا على موعد مع مستقبل مشرق لا يكون فيه الاحتلال جاثماً على صدورنا، مغتصباً لأرضنا ومقدساتنا، وأننا مؤمنون بعدالة قضيتنا، لذلك، واستناداً إلى حقنا في كل ذرة تراب من فلسطيننا متأكدون بأننا على موعد قريب مع كنس الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.

اخبار ذات صلة